ملخص الجهاز:
"و الراحة بالمفهوم الاسلامی تعنی راحة النفس المتمثلة فی عبادة الله و التقرب الیه و کذلک الراحة الجسدیة9،إذ انها واجبة لاسترجاع نشاط العامل و قدرته علی العمل،إلا ان الراحة النفسیة هی الأهم عند المسلم،فقد ذکر القرآن الکریم العمل مقرونا بالایمان و ان یکون عمل المسلم صالحا یبتغی به مرضاة الله سبحانه،فیجمع بین خیری الدنیا و الآخرة،لذلک یمکن اعتبار الراحة الجسدیة جزءا من الراحة النفسیة و من ثم دمج الاولی بالثانیة،لأن الثانیة هی الأهم،و التعبیر عنهما بمفهوم العبادة.
و فی ظل هذه الافتراضات یصبح بالامکان استخدام تحلیل السواء بالطریقة نفسها المستخدمة فی نظریة سلوک المستهلک،حیث تمثل فرصة العبادة الاجور المضحی بها،و بهذا الاسلوب نحصل علی منحنی نطلق علیه اسم:منحنی سواء الدخل و العبادة،و هو عبارة عن مجموعة من التراکیب المتعددة من الدخل و العبادة ذات الاشباع المتکافئ عند المسلم7،و یختلف عن منحنی سواء الدخل و الفراغ فی الاقتصاد الوضعی،فی ان منحنی سواء الدخل و العبادة یتمیز بوجود انکسار عند احدی النقاط الواقعة علیه، مشیرا الی ان اختیار المسلم بین هذه التراکیب یکون اعتبارا من نقطة معینة علیه فنازلا،أی لا یفترض بالمسلم اختیار تلک المجموعة ذات الاشباع الغالی الذی یتطلب تحقیقه بذل ساعات عمل أطول قد تکون علی حساب تقلیل ساعات العبادة.
و فی مجال تحلیل مستوی دخل الفرد المسلم،و حتی لا تطغی المادة علی الروح، و یکون عمل المسلم صالحا یبتغی به مرضاة الله سبحانه فیجمع بین خیری الدنیا و الآخرة،فقد تم الأخذ بمفهوم العبادة فی تحدید عرض العمل الفردی فی الاسلام بدلا من الراحة أو الفراغ فی التحلیل الاقتصادی الغربی."