ملخص الجهاز:
"کما أن هناک طریقا آخر تعمد إلیه السلطة الضریبیة من أجل الحصول علی وفرة مالیة،و ذلک بأن تزید من نسبة الضریبة أو تفرض ضرائب تصاعدیة،و هذا بطبیعة الحال یخلق لدی المواطنین عنصر التهرب من دفعها أو إخفاء جزء منها.
و لهذا فان الأسباب الوجیهة التی یمکن اعتمادها هی: أولا:عدم التوافق بین العقیدة الشخصیة و النظام الذی یقنن فرض الضریبة،مما یؤدی الی محاولة التهرب من دفعها،و لا أخالنی ابالغ إذا ما قلت إن الانسان یندفع للعمل بنسبة خاصة تتناسب و ایمانه بذلک العمل،فکلما ازداد ایمان الشخص المکلف بما یجب أن یفعله وضح لدیه، و ازداد اندفاعه نحوه بکل قوة و اقبال.
فإذا وجدنا هذا السبب موجودا فی الدول الاسلامیة لما یعتقده الانسان المسلم من دین و نظام و أسس خاصة لحیاته و فکرة معینة عن الکون و الحیاة الی غیر ذلک،و اختلاف ذلک عن النظام السیاسی الذی یحکمه و یختلف عن معتقده جملة و تفصیلا،بل و لا یوجد هناک قاسم مشترک فی الموضوع فانه لا یجد فی نفسه الرغبة فی الدفع أولا،و یشعر بوجود الاجحاف و الظلم فی ذلک و ربما نجد أن هذا المکلف الذی یدفع الضریبة فی النظام الاسلامی هو ممن یجب علی الدولة الاسلامیة أن تزید من دخله و تسعفه لحاجته.
و هذا الحال موجود فی المجتمعات الاسلامیة کما هو موجود فی المجتمعات غیر الاسلامیة و حتی فی الدول الغربیة،أیضا نری أن المشرع یجنح فی کثیر من الأحیان الی تشریع قوانین یمجها الفرد و لا تتفق و توجهه،و لهذا نشاهد حالات عدم الثبات فی نسب الضریبة و تشریعاتها،کذلک نلاحظ أن عند کل عملیة انتخاب رئیس دولة أو عمدة أو غیر ذلک یطرح لک المرشح مسألة التخفیف من الضریبة و عبئها عن المواطنین تشجیعا لهم علی انتخابه."