خلاصة:
لكل نص روائي خاصية فنية مميزة فيه ، تجتمع في إبرازها عناصر عدة ، أولها
العنوان بقسميه الرئيس والثانوي، ثم الشخصية التي ترتسم حولها آل أبعاد الرواية
الفكرية الحدثية والزمانية والمكانية المنبثقة عن رؤية سردية مقصودة. وينبئ ترآيب
عنوان رواية الكاتب العراقي مهدي عيسى الصقر (رياح شرقية رياح غربية) عن
معنيي التوافق الملاحظ في تكرار مفردة (الرياح) المنضوية تحت فضاء جغرافي واحد،
والتضاد بين وصف الرياحَين ب(شرقية) و(غربية). يقابل ذلك تقسيم هذه الرواية على
وجهين : مثّل الأول منهما الجزء المتقدم من العنوان، في حين مثّل الوجه الثاني جزءه
الآخر. والوجهان يخوض سردهما في أحوال العراق زمن النظام الملكي وتحديداً في
مطلع العقد الخامس من القرن العشرين، حيث قوة رياح التسلط والنفوذ البريطاني ما
زالت قائمة في البلاد العراقية التي يقاسي أبناؤها من ضياع الحقوق وذهاب الخيرات.
آذلك ارتبطت دلالة هذا التقسيم الثنائي بشابين تمرآزت حولهما أحداث الرواية،
أحدهما ذو شخصية عراقية شرقية، والثاني ذو شخصية عراقية متأثرة بنشأة الغرب
وعادات أبنائها السلوآية، ويعمل الاثنان في مشروع قائم في منطقة صحراوية تابعة
للبصرة ، فيتعرفان على بعضهما بشكل عَرَضي، وعلى الرغم من اختلاف الشخصيتين
في دورهما العاملي إلا أن ما يوحدهما هو الإحساس بعذابات الآخرين والإيمان بوجوب
تحقيق العدالة والحرية، ولهذا بدا لنا التوافق بينهما في الرؤية النقدية للواقع المعيش
ظاهراً تماماً مع وجود آل ملامح التضاد المرسومة في سلوآهما وظروف آل منهما.
وقد جاءت خطة البحث مبنية على مقدمة، وتوطئة نظرية، ومبحثين: الأول تناول البعد
الثنائي لهيكلية الرواية، والمبحث الثاني آان في سوسيولوجيا الواقع من خلال بطولتي
المكان والشخصية، ثم أخيرا الخاتمة.