خلاصة:
على الرغم من أن اللغة العربية من أثرى لغات العالم في مصطلحها، وعلى الرغم من المحاولات المتكررة نحو التعريب، في مغرب العالم العر بيّ ومشرقه، إلا أن اللغات الأجنبية، وبخاصة اللغتين الإنجليزية والفرنسية، تنافسان العربية في عقر دارها، وتقتطعان مساحات واسعة، من استخداماتها في مجالات متعددة في المجتمعات العربية. وأبرز ما يكون هذا الاقتطاع في مجال التعليم العالي، وبخاصة في أقسام العلوم والهندسة والطب وإدارة الأعمال. لقد كان اختيار الإنجليزية، أو الفرنسية، للاستخدام، مرتبطًا بالمستعمر السابق، لكن الحال قد تغيرت، وبدأت عوامل جديدة تتحكم في الاختيار، وأبرزها استخدام لغة السلطة، والسلطة النسبية للغة. ففي المغرب، بدايات تحول من الفرنسية إلى الإنجليزية، للعوامل
السابقة الذكر، في حين يزداد الاستخدام اللغو يّ للإنجليزية في المشرق، للعوامل نفسها.
يحاول الكاتب في هذا البحث، معتمدًا على عدد من الذين كتبوا في مجالي مفهوم القوة/السلطة، بمعناه المطلق، ومفهوم قوة/سلطة اللغة، استقصاء عوامل قوة/سلطة اللغة الإنجليزية، مقارنة باللغات الأخرى من خلال أطر بناء القوة/السلطة في الفكر الفلسفيّ. كذلك يحاول الكاتب أن يبين أسباب اختيار الإنجليزية، أو الفرنسية، بدي ً لا للعربية في التعليم العالي، في العالم العر بيّ، وذلك بالرجوع إلى عوامل القوة، المشار إليها سابقًا. تعارض الكاتب كذلك، لحركة التعريب في شطري العالم العر بيّ، مبينًا بإيجاز أهم إنجازاتها، وأسباب تعثرها، مؤكدًا الحاجة الماسة إلى القرار السياسيّ القاطع في هذا الشأن.يفسر الكاتب كذلك، في ثنايا هذا البحث، واقع الهيمنة اللغوية الغربية، وواقع الصراع مع العربية، وما أدى ذلك من تحول عن العربية إلى اللغة الأجنبية.
يخلص الباحث، إلى تحديد ستة أنماط للاستخدام اللغويّ في الجامعات العربية، مبينًا لغة التعليم في هذه الجامعات، وهي نمط التكيف، ونمط جامعات النموذج الاستعماريّ السابق، والنمط الاستعماريّ الجديد، ونمط الجامعات الأمريكية في الخارج، ونمط التركيز على وظيفية اللغة، والنمط المصريّ ذو المسارب الأربعة.