خلاصة:
تناولت هذه الدراسة ظاهرة من الظواهر المهمة التي أسهمت إسهاماً فاعلاً في تنمية اللغة وتطورها ، وتوجيه الدلالات اللغوية والمعجمية للمفردات القرآنية الكريمة ؛ ابتغاء الوصول إلى ما يندرج تحتها من مدلولات ومعانٍ كان لها الأثر الفاعل في إثراء علم تفسير القرآن الكريم ، وهي ظاهرة ( الاشتقاق ) التي وهبت مفردات اللغة والقرآن الكريم السَّعة في أسمى معانيها ، وأثرتها ثراءً بيِّناً ، وحمَّلتها من الدلالات التي تجددت معها اللفظة العربية مبنًى ومعنًى ، ففتحت لها آفاق السَّعة والشمول ، وذلك من خلال تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي .
و قد جاءت هذه الدراسة على فصلين اثنين : تناول الأول منها الاشتقاق : أهميته وأنواعه . وجاء في مبحثين : الأول منها تناول أهمية الاشتقاق ، متناولاً فيها تعريف الاشتقاق لغة واصطلاحاً ، والمبحث الثاني تناول أنواع الاشتقاق . أما الفصل الثاني فقد تناول الاشتقاق وعلاقته بالمعنى ، وكل ذلك من خلال تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي.
ثم جاءت الخاتمة لتتضمن مجموعة من النتائج ، أهمها :
أولاً : إنَّ أبا حيان لم يتعرض للاشتقاق بمبحث خاص ؛ لأنَّ تفسيره ليس كتاباً لدراسة الظواهر اللغوية ، وإنما كان يُعوِّل عليه خلال تبيانه معاني المفردات .
ثانياً : كان أبو حيان في تفسيره تابعاً لابن جني في الاشتقاق الكبير ، وقد سماه بـ " الاشتقاق الأكبر ، ولم يكن موسعاً في هذا النوع من الاشتقاق .
ثالثاً : إنَّ أبا حيان في تعامله مع كثير من مفردات القرآن الكريم ، يجري العلاقة بين الكلمة المفردة وبين أصل اشتقاقها ، إذ إنه لا يقنع بمجرد التفسير المعجمي للكلمة ويطمع ما وراء ذلك المعنى فينقب عن الأصول الدلالية للجذر , ومثال ذلك : ( الريب والشك ) .