ملخص الجهاز:
"ومن الواضح أن العلوم الدینیة عامة وعلم الفقه وعلم اصول الفقه خاصة لم تکن یوم ظهورها بهذه السعة والتطور التی هی علیه الیوم ، وإنما وصلت إلی هذه الدرجة نتیجة لجهود کثیرة وسعی حثیث وتدقیق متزاید من قبل العلماء والفقهاء المسلمین وبالأخص فقهاء الشیعة ، وقد سجل التأریخ لهوءلاء جهودهم التی لا تنسی بدءا بالشیخ المفید والشیخ الطوسی والشیخ الصدوق والسید المرتضی والشهیدین والمحقق والعلامة وانتهاء بالمتأخرین والمعاصرین منهم ، والذین کانوا ولا یزالون یضیئون سماء العلوم الإسلامیة کالنجوم الزاهرة ، لکن من بین اولئک الأعاظم نجد للشیخ الأنصاری قدسسره تأ لقا آخر یستحق لأجله الإکبار والتحقیق فی شخصیته الفذة .
3 ـ ومن ابتکارات الشیخ المهمة فی علم الاصول والتی لم تکن معروفة فی کتب المشهور قبل کتاب الرسائل تقسیمه المکلف من حیث التفاته إلی الحکم الشرعی إلی ثلاثة أقسام من جهة حصول القطع أو الظن أو الشک ثم تبویبه البحوث علی أساس هذه الأقسام الثلاثة .
حتی إن البعض قد خصص الدلیل الاجتهادی العام بالأصل مع أن الأصل لیس فی عرض الدلیل الاجتهادی وإنما یلجأ إلی الأصل عند فقد الدلیل ، وجاء الشیخ الأنصاری قدسسره بمثالین : أ ـ مسألة الخیار فی البیع الذی یکون مسببا للتسلط علی الفسخ وإلغاء البیع فقد قالوا عند الشک فی فوریته نتمسک باستصحاب حکم الخیار المخصص لعموم الدلیل « ...
9 ـ التعرض لمباحث البراءة العقلیة والشرعیة بصورة مفصلة وشاملة وتقسیم الشبهة إلی حکمیة وموضوعیة ووجوبیة وتحریمیة وذکر سبب الشبهة من عدم النص أو إجمال النص أو تعارض النصین ، والاستدلال علی البراءة بالآیات والروایات والإجماع والعقل ورد شبهات الاخباریین فی وجوب الاحتیاط فی الشـبهات التحریمیـة مع ذکـر أدلتهم من الکتاب والروایات والرد علیهم بأحسن ما یکون ، بحیث لم یرد مثل ذلک فی الکتب التی سبقت الشیخ قدسسره ."