ملخص الجهاز:
"ولسنا بحاجة إلی الاستدلال علی ما قیل فی حق ( النجف ) ومکانتها العلمیة المرموقة ، بعد أن توفرت أمام الباحثین والمعنیین عشرات الدراسات والبحوث والکتب المؤلفة ، وبخاصة فی تأریخ هذه المدینة العریقة (1) ، وبعد أن اکتشفت الروح الإسلامیة جمال صیاغتها للفکر الإسلامی فی حاضرة المجد العلمی وباب مدینة علم الرسول صلیاللهعلیهوآله ، حیث إن الاهتمام العلمی فیها بدأ مسیرته من وحی إشراقة الإمام علی علیهالسلام الذی تضمخ تراب النجف بعبیر جسده الطاهر ، فکان إیذانا بمستقبل مجدها وتلویحا بسؤددها ، حتی ردد ذلک العالم الربانی وهو ینزل ماشیا علی قدمیه ، بعد أن لاحت له قبة المرتضی عن قرب : عجبا لتربتها تداس ولو دری الماشی بها ما داس مسکا أذفرا ومن حیث نستجلی سر عظمة النجف الأشرف باعتبارها مثوی إمام المتقین ، فلا بد أن نبدأ مهمة الکتابة فی تأریخها المعروف من خلال البحث فی سیر الجامعة العلمیة فیها ومفردات تکوینها ، ومقومات تطورها ، وروائع ما أنتجته فی عالم الرجال النخبة من الأجیال الصالحة من خریجیها ، وما کان علی مستوی البحوث العلمیة والموسوعات الإسلامیة فی علوم الشرع الإسلامی ، وآداب اللغة العربیة ، وحینذاک تتمثل أمامنا الصورة الرائعة للتعبیر عن واقع هذا المجد الشامخ ؛ وفیما نستعرض المدون من تأریخ هذه البلدة المقدسة نجد أن الرغبة لم تزل جامحة فی نفس الباحثین والکتاب ، لإبراز صور مشرقة من هذا التأریخ الحافل الذی یعبر عنه : بأ نه لم یسجل بصورته المتکاملة ؛ إذ لم یبرز علی ساحة ______________________________ (1) یراجع للتفصیل کتاب « مصادر الدراسة عن النجف والشیخ الطوسی » تألیف الشیخ محمد هادی الأمینی وعبد الرحیم محمد علی ، الذی صدر بمناسبة الذکری الألفیة للشیخ الطوسی قدسسره ."