ملخص الجهاز:
"المقدمة تری ماالذی حصل حتی أصبح للزمان والمکان دور فی الإجتهاد یزداد أهمیة یوما بعد یوم؟ لماذا لم تطرح هذه الأبحاث من قبل؟ لماذا لم یکن الامام الخمینی یؤکد هذا الجانب کثیرا قبل الثورة الإسلامیة؟ ولماذا اخذ یزداد اهتماما به بمضی الزمان بحیث إننا نقرأ فی «بیان الروحانیین» ـ أی فی آخر خطاب مسهب وجهه الی الروحانیین عبارة: «إن الزمان والمکان عنصران حاسمان فی الاجتهاد، فالمسألة التی کان لها حکمها فی القدیم، یمکن أن یکون لها حکم جدید تحت الظروف التی تتحکم فی شؤون البلد السیاسیة و الاجتماعیة و الاقتصادیة.
إلا أن هؤلاء لم یتریثوا ولم یسألوا أنفسهم: إذا کان حکم دیة الخطأ یجب أن تدفعها العاقلة حکما متغیرا یعتمد علی ظروف العلائق العشائریة، لم إذن قبل به الإسلام العزیز وأمضی هذا القانون العشائری؟ ألیس وراء هذا الحکم المتغیر أحکاما ثابتة اقتضت: إصدار ذلک الحکم فی تلک الظروف؟ وهل هذه الأحکام الثابتة لا مقتضی لها الیوم سوی أن الدیة تقع علی الجانی نفسه فی مواقع الخطأ المحض؟ لربما کان إلقاء الدیة علی العاقلة نوعا من التأمین العام الذی یعنی الیوم أن علی الحکومة أو أیة مؤسسة حکومیة أخری أن تدفعها.
إن للإسلام ـ استنادا إلی هذه النظریة ـ فی کل میدان من میادین الحیاة الفردیة و الاجتماعیة للانسان، مجموعة من العناصر العالمیة الثابتة التی تصوغ النظام الإسلامی علی ذلک الصعید.
إن لأیة وجهة نظر عالمیة علی أی صعید من الحیاة الإنسانیة مظهرا یکون نظامه مرتبطا بوجهة نظر تلک العقیدة نفسها، وهذا النظام یتألف من العناصر العالمیة الثابتة، وهو لکی ینتقل من الوضعیة الموجودة إلی الوضعیة المطلوبة، فی أی زمان ومکان، فإنه یحتاج إلی أسالیب آلیة خاصة، کما أن أصول النظام، عند التنفیذ فی أی زمان ومکان، تتسم بخصائص معینة، وتؤلف الأصول الآلیة."