خلاصة:
أثار شعر المتنبي في المجال النقدي فجوة بين لغويينا قديماً وحديثاً، من منطلق
أن في نظمه مقداراً كبيراً من اشر والغموض، ولاسيّما أن شعره محكم الصنعة،
مُداخّل الئْر، ناء بوضعه شاعر غرف بالذّكاء والفطنة تعمّد الإعنات والتعقيد
في شعره، ليظلً اللغويون حائرين، على نحو دائم، في تفسيره، ولو شذَّب المتنبي
شعره، وتخوّنه بالتسهيل مجاراة لعقول العامة، لعاد هذا على بنائه بالتقوض،
وعلى نسجه بالهلهلة، لايصمد على وجه الدهر . ولأعرض الناس عنه.
وعليه ، فقد شرح شعره نقاد ولغويون أفذاذ أمثال ابن جني في شرحه: الفسْر، إذ
تعقبه اللاحقون بالنقد والتخطئة كابن فورّجة الذي عزز نقده بأدلة ودعامات حجاجيّة
كثيرة أو قليلة، توسّل بها للدفاع عن آرائه، واعتراضاته وتعقباته النحوية، فحاول
من خلال حكمه النحوي تدعيم مذهبه، ودفع راي جاء به ابن جني، ولاسيّما عند
تباين الآراء، واختلاف المذاهب والأقوال.
فأصبحت ظاهرة تعقب الآراء، ونقدها ومخالفتها سمة بارزة من سمات النقد
النحوي في شعر المتنبي، تحتاج إلى دراسة، ومعرفة التأثير الذي يمكن أن يتركه
التعقّب في توجيه القاعدة النحوية وصولاً إلى الصواب.