ملخص الجهاز:
وكما يخبرنا القرآن الكريم أنّ فرعون قال للسحرة الذين آمنوا بموسى عليه وعلى نبيّنا السلام: {آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ}( )، لأنّه أدرك أنّ المشكلة المعيقة لهيمنته تكمن في الالتزام بهذا الدين الذي جاء به موسى على نبينا وآله وعليه السلام، والذي تكون مواجهة الطّاغوت من أسس تعاليمه الاجتماعيّة، فإنّه كذلك اتَّضح للمستكبرين اليوم أنّ العائقَ الرئيس لتحقيق مصالحهم ومنافعهم هو التزام هذه الشّعوب بالإسلام عملياً، والتزام الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة بالتّعاليم الإسلاميّة، بالإضافة إلى أنَّها تحوَّلت إلى مصدر لنشر التعاليم الإسلاميّة التي تعيق الاستكبار العالميّ.
مشروع الإسلام الأمريكيّ: إذا كانت نجاة الأمّة الإسلاميّة تتوقّف على توعيتها من الإسلام المحرَّف، الذي يخفي في باطنه مبادئ الكفر والشّرك المنصبَّة في نفع الاستكبار العالميّ والقوى المستكبرة، فإنّ الفضل في ذلك يرجع إلى الإمام الخميني¤، حينما ميّز وفصل بين الإسلام المحمّدي الأصيل، وبين الإسلام الأمريكي( )، كما كان الفضل في التاريخ يرجع لأولئك الذين ميَّزوا الإسلام الأمويّ والعبّاسي من الإسلام الحقّ.
أهمّ الأهداف: ذكرنا أنّ المذهبين المزيّفين يقعان في صالح الاستكبار العالميّ، بحيث تكون لهما أهدافاً لا تقع في صالحِ الإسلام والمسلمين، إنّما في صالح الغربيين والمتجبِّرين، وهذه الأهداف متعدّدة، ولمّا لم يكن الغرض من هذا المقال التعرض إليها، سوى هدف (الفتنة الطّائفيّة من زاوية التشيّع اللندنيّ)، عزمنا على الإشارة مختصراً إلى أهمّ الأهداف لهما: الأوّل: (ثقافة الصّلح والمصالحة مع الاستكبار العالميّ): لا يخفى على المتابع أنّ جناحي الاستكبار العالميّ لا يعيّنان بوصلة المقاومة نحو (الاستكبار العالميّ والصّهيونيّة والقوى المستكبرة)، إنّما يوجّهانها نحو (الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة) والتيّارات المقاومة وسائر المسلمين، ويبادران بتقديم الذّرائع المتعدّدة لهذه القضيّة.