خلاصة:
تناول الکاتب فی هذه المقالة اهمّیّة تحدید المصلحة المرتبطة بالمجتمع والامّة من قبل القائد، وانّها وظیفة المعصوم او نائبه؛ لخطورة المسالة، ومن جانب آخر اشار الی اهمیة الطّاعة والانقیاد للقائد، وذکر نماذج من حیاة الحسن والحسین(ع) فی طاعتهما وانقیادهما، ثمّ ختم مقالته بذکر النّکات والاسباب لتسلیم الحسن(ع) لابیه امیر المومنین(ع) وتسلیم الحسین لاخیه الحسن(ع).
ملخص الجهاز:
الموقف الثّاني: حينما أرسل أمير المؤمنين علیه السلام ابنه الحسن علیه السلام مع عمّار بن ياسر إلى الكوفة -بعد أن لم يستجب وعاند أبو موسى الأشعريّ في تخلّيه عن منصب ولاية الكوفة- وتولّية قرضة بن كعب كان نصّ الرّسالة: >أمَّا بعدُ، فقد كنت أرَى أنّ بُعدَكَ مِن هَذا الأمْرِ الَّذي لم يَجعَلِ اللهُ عزوجلّ لَكَ مِنهُ نَصِيباً، سَيَمْنَعُكَ من رَدّ أمري، وَقَد بَعَثْتُ الحسنَ بن عليٍّ وَعَمَّار بن ياسِر يَسْتَنْفِران النَّاسَ، وَبَعثْتُ قَرَضةَ بن كَعْبٍ والياً على المصر، فاعتَزِل عَمَلَنا مَذمُوماً مَدحُوراً، فإنْ لم تفعل، فإنِّي قد أَمَرْتُهُ أن يُنابِذَكَ، فإنْ نابَذْتَهُ فَظَفَر بِكَ أنْ يُقَطِّعَكَ آراباً لما أن وصل الإمام الحسن المجتبى علیه السلام إلى الكوفة التفّ النّاس حوله وانقادوا إليه، ثمّ أعلن عن عزل أبي موسى وتنصيب قرضة بن كعب، رفض أبو موسى، ثمّ دار بينه وبين الحسن المجتبى علیه السلام وعمّار حوار، إلى أن قال الإمام الحسن المجتبى علیه السلام : >يا أبا موسى، والله ما أردنا إلا الإصلاح، وليس مثل أمير المؤمنين علیه السلام يُخاف على شيء إنّ ذيل هذه الرّسالة له عدّة مداليل منها ما هو محلّ بحثنا، فإنّه حينما يكون الشّخص لا يخاف منه على شيء؛ ليس إلا لأنّه قائد معصوم وله تشخيصه الصّحيح ولا ينظر إلى مصالحه الشّخصيّة أو الحزبيّة بل ينظر إلى مصلحة الدّين والأمّة، وهذه الخصوصيّة تكون لمن هو مطّلع على كلّ صغيرة وكبيرة في الدّين؛ كي يشخّص ما هو الصّالح له وما هو ليس كذلك، وهذا ما يحتاج إلى معصوم أو من اطّلاع وافٍ بتفاصيل الشريعة من نائب خاصّ أو عامّ وليس غيرهم؛ لأنّ من لا اطّلاع له بكلّ تفاصيل المسائل الشّرعيّة يخفى عليه كثير من المصالح الّتي ينبغي مراعاتها، ومن هنا ذكر الإمام الحسن المجتبى علیه السلام أنّ أمير المؤمنين علیه السلام لا يخاف منه على شيء، وقد يفهم أنّ هذه القضيّة -ما ذكر في ذيل الرّسالة- ليست خارجيّة لأشخاص معيّنين، بل هي حقيقيّة ومثال لأيّ معصوم آخر أو نائب له بحقّ، وهذا ما يجرّنا إلى ضرورة اختيار قيادة المعصوم علیه السلام عن غيره والفقيه عن غيره، وذلك لسبب مهمّ وهو التّشخيص الأصلح.