ملخص الجهاز:
الإسلامُ هِبةُ السّماء قد يتصور بعضُهم أن الإسلامَ حقلٌ من حقول المعرفة، وتخصصٌ على حدِّ التخصصات الدراسية؛ يمكن قراءتُه من خلال مجموعة من الكتب المعدودة، إلا أن المتأمل في الإسلام والخائضَ فيه كلما مرّت به السنون أدرك بعد غَوْرِه، وعِظَمَ خطرِه، فهو ترِكةٌ ثقيلة، ومنظومة مترابطة معقّدة، تنتظم فيها زوايا الوحي والغيبِ، والخَلْق والتكوين، والعقل والبرهان، والكشف والعرفان، والتعبد والإعجاز، والروح والجسد، والتجربة والحس...
فالدعوة لقراءة الإسلام لابد وأن لا تقتصر على تلقي النتاج الزاخر تلقّياً مَحْضاً، مهما بلغ، ومهما كان متينا، ومهما احتاج من أعمار النوابغ، إلا أن هذه الأعمار لابد وأن تبذل وفق خطة مدروسة تتوزع فيها الجهود، لتَقتَحمَ المجهولَ من زوايا الإسلام.
أما بالنسبة لاندراج كل العلوم تحت راية الإسلام فيدعي بعض الأساتذة(حفظه الله) في مسألة أسْلَمَةِ العلوم أنّا لا يوجد لدينا علمٌ غير إسلامي، بل كل العلوم هي علوم إسلامية، وإنما الخلاف في اللسان المسبّح لله بها، والشاكر له على نعمة الإسلام، فلسان عالم الدين يقول: هكذا قال اللهُ.
ولسان عالم الطبيعة يقول: هكذا فعل الله، والكلام في ذلك طويل الذيل بناه على مجموعة مقدمات.