ملخص الجهاز:
والكلام في أبي بصير طويل، خلاصته أن أبا بصير عند الإطلاق وعدم القرينة شخص واحد، هو يحيى بن القاسم الأسدي، وأما ليث بن البختري المرادي فقد شابه أبا بصير صفة وطبقة فكني بأبي بصير الأصغر -كحال مجموعة من الرواة الذين كنوا بناء على الصفة وهي الضرر- وهو المحكي في فهرست النجاشي(6)، وما وقع في كثير من المواضع من عطف ليث تفسيراً لأبي بصير في أخبار التراجم وارد مورد التَّوهم، حتى أن الخلط نقله الكشي في معرفة الرجال فقال ضمن من سماهم من فقهاء الأصحاب من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله‘: "قال بعضهم مكان أبي بصير الأسدي أبو بصير المرادي وهو ليث بن البختري"(7)، وتكرر هذا في موارد كثيرة، والأول -أي الأسدي- منهما جليل الشأن عظيم المنزلة حامل لأسرار النبوة والإمامة بلا ريب، والثاني واقفي مشكك مسيء للأدب مع الأئمة (عليهم السلام)، وهو الذي حكّ أو مسح على صدره مستهزءاً وقال: "ما أظن صاحبنا تناهى حلمه بعد"(8) يقصد الكاظم (عليه السلام)، وأما غيرهما ممن كني بهذه الكنية فمنصرف عنه الحديث، لاختلاف الطبقة تارة وعدم المشهورية تارة أخرى، وتفصيل المجمل من القول في محل يسع التفصيل.
وقد روى محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي (رحمه الله) في دلائل الإمامة حديثا مماثلا رواه عن أبي خداش -ولا نتيقن عطفه على طريقه السابق، وهو: أبو المفضل محمد بن عبد الله -أي الشيباني- قال: حدثني أبو النجم بدر ابن عمار الطبرستاني، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن علي -أي الشلمغاني الملعون- قال: روى محمد بن المحمودي، عن أبيه - من كتابه كما هو الظاهر من سيرة المصنفين الذين يبتدئون بذكر صاحب الكتاب، قال: «قال أبو خداش المهري: وكنت قد حضرت مجلس موسى (عليه السلام)، فأتاه رجل فقال له: جعلت فداك، أم ولد لي، وهي عندي صدوق، أرضعت جارية بلبن ابني، أيحرم علي نكاحها؟ قال أبو الحسن (عليه السلام): لا رضاع بعد فطام.