المذهبیة و الطائفیة مقالة

المذهبية والطائفية مؤتمر الوحدة الإسلامية انعقد هذا العام في أسبوع الوحدة (12 – 17) ربيع الأول تحت عنوان: «الأمة الإسلامية بين التنوع المذهبي والطائفية». شارك في المؤتمر نخبة من العلماء والمفكرين، وخلال ثلاثة أيام قدّم المشاركون أوراقًا لامست عنوان المؤتمر من قريب أو بعيد. كل المشاركين أجمعوا على أن الفرق كبير بين المذهبية والطائفية. المذهبية تنوّع طبيعي منشؤه طبيعة البشر، وطبيعة الرسالة الإسلامية القائمة على أساس الاجتهاد واحترام ما توصّل إليه الإنسان بعد جهد فكري. المذهبية ظهرت في التاريخ الإسلامي، وكانت مبعث خير وبركة وثراء فكري، وكان بين علماء المذاهب احترام متقابل، وتبادل في الآراء، وعلاقة أستاذ وتلميذ. المذهبية حياة لأنها تدلّ على حركة في الفكر والعلم والبحث والتحقيق والتمحيص. أما الطائفية فهي على العكس من ذلك: إنها تعصّب منشؤه الجهل وضيق النظر والأمراض النفسية. الطائفية برزت على أثر هبوط الروح الحضارية في المجتمع الإسلامي، وضعف الشعور بالعزّة والكرامة. الطائفية كانت وراء معظم مصائب العالم الاسلامي من اقتتال وتنافر وتباغض وبالتالي من تراجع في مكانة المسلمين على ظهر الأرض. الطائفية كانت في عصرنا الحديث الثغرة الكبيرة بل البوابة التي دخل منها أعداء الأمة ليركزوا سيطرتهم على العالم الإسلامي وليذلّوا المسلمين ويستعمروهم. ولا بدّ من التفريق بين المذهبية والطائفية، كي لا تختلط الأوراق، ولا تتعثر المعالجات. وهذا ما نهض به المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في مؤتمره الأخير، وخرج بمقررات يجدها القارئ في البيان الختامي على صفحات هذا العدد.