خلاصة:
لاتزال فی العالم الإسلامی حتی وقتنا الحاضر بعض النظریات عن
اللستشرقین بعامة یشوبها الخللء فالنظرة إلیهم جمیعاً نظرة سلبیةء لکون مجموعة
منهم جاءت معالجتهم للمواضیع التی تخص الحضارة العربیة الإسلامیة من
منطلقات سیاسیة بحتةء فکانت أبحاٹهم مغرضة ومعادیة للإسلام والمسلمینء أو أن
بعضهم کتب عن مواضیع لیس له بها معرفة أو درایة کالعادات والتقالیدء فکانت
دراستهم ناقصة وفیها الخلل. والحقیقة أن هذا الأمر لا ینطبق علی جمیع
المستشرقین, إذ إن بعضهمء ولو کانوا قلةء قد أنطلق فی معالجتهم لتلک المواضیع من
منطلقات علمیةء فکانت دراستهم مفیدة. ولفحص النظریة السابقة قام الباحث بتقویم
الإنجازات البحثیة لأحد أبرز هؤلاء المستشرقین الذی أنجز ۳٢ کتاباً و١۳٠بحثاً
ودراسة تناولت مواضیع مختلفة من الحضارة الإسلامیة کفن البناءء
والمسکوکاتء ونشر الوثائق والمخطوطات» والملابس والأزیاءء والأعمال المعدنیة
والخشبیة والزجاجیة والرنوک» والحفریات الأثریةء وبعض المواضیع الاجتماعیة
والاقتصادیةء مع الترکیز علی الفترة المملوکیة منها.
وقد خلص الباحث من خلال تقویم تلک الأبحاث» مع الاهتمام بإیجابیاتها
وسلبیاتهاء إلی أن المستشرق لیو مایر علی الرغم من کونه یهودیاء فقد تمیز بشکل
عام بالعلمیةء والدقةء والإحاطة بالمصادر والمراجعء والإتصاف والبعد عن الهویء
والریادةء حیث تعد تلک الأعمال من الأعمال العلمیة الرصینة بشکل عامء وأن تلک
الدراسات أظهرت الحضارة الإسلامیة بمظهر مشرفء قلما توصل إلیها باحث
مستشرقء أو حتی باحث مسلم فی الفترة التی دونت فیها تلک الأبحاث