الفلسفة القدیمة و ابن رشد مقالة

"( الفلسفة القدیمة وابن رشد )فلسفة المتقدمین من الیونان والعرب الذین جروا علی آثارهم قد نسختبالفلسفة الحدیثة ، ولم یبق للبشر حاجة فیها إلا من الجهة التاریخیة فلا ینبغی تضییعالوقت بالاشتغال بنظریاتها العقیمة إلا لأفراد یتفرغون لحفظ تاریخ العلوم لیعرفوانسبة الماضی إلی الحاضر وهؤلاء الأمراء لا یوجدون إلا فی الأمم الراقیة التیأحاطت بالعلوم والفنون العصریة التی علیها مدار العمران لأن حفظ سلسلة الفلسفةوالعلم من الأمور التی یسمونها کمالیة وأمامها مرتبتا الأمور الضروریة والأمورالحاجیة . ولا یخفی أن أهل هذه البلاد لا یزالون فی المرتبة الأولی فلا یجوز أن تشتغلأفکارهم بالمرتبة الکمالیة لأن ذلک تضییع للوقت وإفساد للفکر ، فالاشتغال بنشرفلسفة ابن رشد وأمثاله بین القارئین وترغیبهم فیها ضار بهم ولو کان ضروریا أوحاجیا لطلبوه بسائق المنفعة وقرروه فی مدارسهم . نعم إن ابن رشد عالم متکلم إسلامی کما هو فیلسوف ، فما کتبه فی نسبةالفلسفة إلی الدین ینبغی أن یطلع علیه المشتغلون بعلم الکلام فی الأزهر وغیره منالمدارس الدینیة وذلک هو کتابه ( فصل المقال ) المطبوع بمطبعة المؤید ، ولا بأسللمتوغل فی علم الکلام من النظر فی کتابه تهافت التهافت بعد النظر فی کتابتهافت الفلاسفة للإمام الغزالی وکلاهما مطبوع بمصر فی کتاب واحد وثمنه بخس ."