ملخص الجهاز:
"کلا , إن هذا نقضلدین الله تعالی من أساسه , وإنما شرعت التکالیف کلها لمصالح المکلفین وسعادتهمفی الدنیا والآخرة , والله غنی عن العالمین , وبیان ذلک بالتفصیل یطول جدا ,وما زال المنار یشرحه فی أبوابه لا سیما باب تفسیر القرآن الحکیم , وملخصه أن اللهتعالی شرع الدین لعباده لأجل صلاح أرواحهم وقلوبهم بالعبادة لأجل صلاح حالهمفی الدنیا وسعادتهم فی الآخرة , فالفرائض کالعلاج الباطنی الذی یقوی الدموالعصب والعضل , ومنع المحرمات کالحمیة , فإن الذی یربی روحه بالصلاة لکییکون کریما شجاعا صبورا بمعرفة الله وثقته به , منتهیا عن الفحشاء والمنکر لزکاةنفسه وطهارة قلبه - وبالزکاة لیکون عونا لإخوانه علی مصالحهم رحیما بالمحتاجینشاعرا بفضیلة الحیاة الاجتماعیة - وبالصیام لیتقی ربه , ولتقوی إرادته , ویتعودعلی ضبط نفسه بمراقبة ربه کما تقدم شرح ذلک فی الجزء الماضی - وبالحج لماذکرناه قبل من فوائده - ألا یجب أن یمنع فی أثناء هذه المعالجة النفسیة من إتیانما ینافیها کالتعدی علی حقوق الناس الذین یطلب منه أن یکون عونا لهم ونصیراوعن الشهوات الضارة التی تفسد القلب وتستعبد الإرادة ؟ بلی , وإذا کان من فوائدالعبادة أن یمتنع من یقیمها علی وجهها عن جمیع المحرمات بإرادته واختیارهوارتیاح نفسه ألا یجب أن یمنع عن هذه المحرمات ( کالقتل والسرقة والزنا )بوضع العقوبة البدنیة علی ارتکابها حتی یتم له ذلک باختیار ؟ بلی , فمن قبلالإسلام فقد قبل أن یعالج روحه ویربیها بعباداته , وأرکانها خمسة منها الصیام ,فإذا رفض مع ذلک الحمیة عن المعاصی التی لا تتم المعالجة إلا بترکها ؛ ألزم بذلکإلزاما , وأما إذا ادعی الإسلام ورفض القیام بأرکانه ؛ فإنه یعاقب عقاب المرتد کماحارب الصحابة مانعی الزکاة لأنهم مرتدون , وسمیت تلک الحرب حرب الردة ."