ملخص الجهاز:
"وقد بینت فی المنار من قبل أن فئة قلیلة من العمال ( الحکام ) المسلمینالعدول العارفین بالشرع المهتدین به یکفون الدولة فی الیمن أمر هذه الحروب التیطالت علیها السنون , فخربت البلاد , وأضاعت علی الدولة من الأموال والرجال ماهی فی أشد الحاجة إلیه لصیانة استقلالها من عبث أوربا التی تواثبها المرة بعدالمرة ، وأضرت بها أنواعا أخری من المضرات لا حاجة إلی شرحها الآن .
الزیدیة : طائفة من عرب الیمن , تدین بوجوب إقامة إمام لها من العترةالنبویة ، فهم بذلک أجدر العرب بعدم الخضوع للدولة العثمانیة , ولکنهم مع ذلک یتمنونلو تقیم الدولة فی بلادهم العدل , وتحکم بالشرع ویکون لها منهم ما یریدون فمابالک بغیرهم ؟حاولت الدولة غیر مرة أن تقیم الحجة الشرعیة علی هؤلاء بوجوب طاعة السلطان ، وتحریم الخروج والعصیان ، فأرسلت من خاطب إمامهم بذلک غیر مرةفکانت حجة الإمام أنهض ، وحجة السلطان أدحض ؛ لأن الظلم والبغی بغیر الحقحجج عملیة ، لا تبطلها الحجج القولیة ، ولا تفید معها شیئا ."