ملخص الجهاز:
"فیا لیت شعری کیف یغفل الفرنسیس والإنکلیز - الذین یهتدون فی سیاستهمواستعمارهم بفلسفة التاریخ وعلوم النفس والاجتماع - عن نتائج أعمالهم فی اللهجبالجامعة المسیحیة ووجوب حمایة المسیحیین وتأسیس الممالک لهم ، مع ذم الجامعةالإسلامیة والطعن فیها ؟ وکیف یقاومون جامعة الجنسیة العربیة ویخشون عاقبتهافی سوریة ثم یمنعون السوریین من النهوض بالجامعة الوطنیة ؟ أیحسبون أنمسلمی سوریة وهم الأکثریة العظمی فیها یرضون أن تسلبهم فرنسة کل حق منحقوق الحیاة الاجتماعیة والسیاسیة وطنیة کانت أو جنسیة أو دینیة ، وأن یعدوهامع ذلک مصلحة لشؤونهم فیخضعوا لها طوعا ، ویطرونها مدحا ، ویسبحون بحمدهابکرة وأصیلا ؟ وأن یرضی أبناء جنسهم وإخوانهم مسلمو أفریقیة وآسیة منها بذلک ،ویعدون دعوة الجامعة الإسلامیة عبثا لا حاجة إلیه ؛ لأن جمیع الشعوب الإسلامیةفی غنی عنها بعدل المسیطرین علیها وإنصافهم ، بما ادعته فرنسة من صداقتهاوحبها للمسلمین عند إظهارها الرضا والارتیاح لتعیین خلیفة ترکی تنحصر سلطتهفیما لا یفهمه من أمور الدین ؟إن دهاقین السیاسة الاستعماریة هم الذین علموا الشرقیین ما کانوا یجهلون منواجبات فطرتهم وحقوق أممهم ومللهم وأوطانهم الجامعة ، فعلموا بعد جهل إذ کانواقد فقدوا العلم ، ولکنهم لم یعملوا بعلمهم هذا إذ کانوا قد فقدوا الهمة والعزیمة الرافعةإلی العمل ؛ فهم الآن یسوقونهم إلی العمل سوقا ، بل یدعونهم إلیه دعا ، کما فعلالترک بتعلیم العرب العصبیة العربیة ، ثم دفعوهم إلی النهوض بها وهم یشعرون ،فکل ما اتهم به ساسة أوربة أهل الشرق - من جوامع وطنیة وقومیة ودینیة وشرقیةعامة - کان باطلا فأصبح حقا ، هم خلقوه خلقا وهم یربونه جهلا منهم وحمقا ، فقدحبا حبوا ، ثم مشی مشیا ، وهم یأبون علیه إلا أن یعدو عدوا ، وسیعدو طوعا أوکرها ."