ملخص الجهاز:
"إن تیار سعید سعدی یدعو الی (أمزغة) الجزائر ویقدم خطابه بلغة فرنسیة فصیحة للغایة والسؤال الذی یطرح نفسه فی هذا السیاق هو: هل یتبنی هذه الأطروحة المعادیة للعروبة والإسلام عموم الأمازیغ، أم أنها حکر علی النخبة المثقفة التی تکونت فی الجامعات الفرنسیة؟ والحقیقة أن البربر ومنذ أن اعتنقوا الإسلام وهم ینصهرون فی البودقة الإسلامیة، وباتت المرجعیة الإسلامیة هی الأساس بالنسبة إلیهم، فمنذ الفتح الإسلامی والی بدایة اندلاع الثورة الجزائریة، سنة (1954م) لم تطرح المسألة الأمازیغیة، کما طرحت بهذا الشکل أثناء الثورة وبعد الاستقلال، وبالرجوع الی کتاب (علماء بجایة) و (معجم أعلام الجزائر) و(تاریخ الجزائر العام)، یتضح أن معظم العلماء الذین خدموا اللغة العربیةوعلوم الشریعة الإسلامیة سابقا، وأثناء الاحتلال الفرنسی کانوا أمازیغ وبربر وعلی رأسهم شیخ الاصلاح (عبدالحمید بن بادیس)، ولم یکن الشعب یفرق بین العروبة والإسلام، وحتی الذین ظلوا یقطنون جبال (القبائل) ـ سلسلة جبال الأطلس ـ وحافظوا علی اللهجة الأمازیغیة، فإنهم مازالوا الی الیوم من أشد الناس تمسکا بالإسلام واصوله، وفروعه، وعندما تعرضت الجزائر للاستعمار الفرنسی فی (1830م) کان أول من رفع لواء المقاومة هم الأمازیغ المسلمون، ومن الثورات التی تصدت للاستعمار الفرنسی (ثورة المقرانی)، والمقران لفظة بربریة تعنی الکبیر، وکان شعار الثورة هو الدفاع عن اسلامیة الجزائر ولیس من أجل استرجاع الهویة (الأمازیغیة)، وقد أدرکت فرنسا خطورة ذلک، فسعت الی تکوین نخبة جزائریة مثقفة متشبعة بالفکر الاستعماری الغربی، وقد لعب هؤلاء دورا کبیرا فی تمزیق صفوف الحرکة الوطنیة الجزائریة، عندما بدأوا بتصنیف الجزائری الی عربی وبربری وما الی ذلک."