ملخص الجهاز:
"***( سبب إذن ابن السعود بدخول المحمل )( 3 ) کان یجب علی ملک الحجاز أن یمنع دخول المحمل فی بلاد الحجازألبتة کما قال أمین بک الرافعی ؛ لأنه یعتقد أنه بدعة وضلالة ؛ ولکنه خشی فی العام الماضی أن تمنع الحکومة المصریین من أداء فریضة الحج , وتمنع ما لأهلالحجاز من الغلال والأموال المفرقة , ویکون ذلک سببا للتعادی بین الحکومتینوالشعبین ؛ فاختار ما رآه بحسب القاعدة الشرعیة ارتکاب أخف الضررین عندتعارضهما , فأذن بدخول المحمل وحاول منع منکراته ؛ ولکن ترتب علی ذلک ماترتب علیه من إنکار بعض النجدیین الذین تربوا علی إنکار کل منکر فی بلادهمعملا بحدیث : ( من رأی منکم منکرا ؛ فلیغیره بیده ، فإن لم یستطع فبلسانه فإن لمیستطع فبقلبه ، وذلک أضعف الإیمان ) , رواه الإمام أحمد ومسلم وأصحاب السننالأربعة , ومن إطلاق حرس المحمل الرصاص والرشاشات , وقتل کثیر منالمعتدین علی المحمل وغیرهم .
إذا کان هذا حکم الله فی حرم مکة فی کل حال ، فکیف یکون تأکیده فی الشهرالحرام ، وفی حال الإحرام ، وأداء المناسک ؟ وکیف یکون حکم حمل السلاح إذاکان یقصد به الاستعداد للقتال دفاعا عن بدعة المحمل ؟***( منع النجدیین والمصریین من حمل السلاح بمکة وحرمها )( 5 ) قد رأی جلالة ملک الحجاز الاحتیاط ؛ لمنع هذه الجریمة العظمیالمحرمة بإجماع المسلمین لذاتها ، بصرف النظر عما یتبعها من العداوة بین الممالکالإسلامیة ، ومن تعطیل إقامة رکن الدین العام بمنع حمل السلاح مطلقا , منعالنجدیین ، ومنع المصریین جمیعا , فهل یرضی مسلما ، أو منصفا غیر عدوللمسلمین ، والحال علی ما علمنا ، أن یمنع النجدیین من ذلک وحدهم ، ویسمح بهللمصریین مع العلم بأن الحکومة المصریة إنما تطلب زیادة حرس المحمل ، وزیادةسلاحه ، وسیر الموسیقی معه ؛ لأجل التنکیل ممن یتعرض له من النجدیین ."