ملخص الجهاز:
"حقیقة إن للنساء سلطانا علی الرجال،و لکن جان دارک هذه حین بأت إنجاز مهمتها العظیمة لم تکن إلا فتاة ریفیة أمیة جاهلة فی السابعة عشرة من عمرها،فلم تمر بعد اضطلاعها بالعمل بضعة شهور حتی بلغت من القوة ما استطاعت به أن تغیر مجری الحوادث.
جان تبدأ العمل فبأیة وسیلة نجحت؟إنها بالطبع مدینة قبل کل شیء إلی قواها الوساطیة الروحیة التی مکنتها من رؤیة مرشدیها من الأرواح و سماع نصحهم،و ذلک بعد أن أتمت هذه الأرواح إعددها.
حقیقة إن الکنیسة و فرنسا قد قامتا فیما بعد،کما سیجیء،بإجراء بطیء ناقص للتکفیر عن جریمة لا یمکن محوها،فأعلنتا أن تلک البطلة العظیمة التی یقول سوذی Southey إنها أعظم بطلة ظهرت بین الناس-نعم أعلنتا أنها قدیسة لا ساحرة،و لعلهما رأتا أنه من الأفضل لسمعة فرنسا أن تکون نجاتها علی یدی قدیسة لا علی یدی ساحرة!!!
و مع أن جان لم تکن تعرف شیئا عن الاهتزازات،و ما کانت تستطیع أن تفهم شیئا عن ذلک الموضوع فی تلک الأزمنة الغابرة التی خلت من کل معرفة علمیة،إلا أنها کانت تعرف أن ناس ذلک العالم الآخر یحیطون بها لأنها استطاعت أن تراهم و تسمعهم بما و هبها الله من قوی و ساطیة.
و الثانی:أنه فی حالة جان دارک کما فی الحالات الأخری التی نعرفها کانت التضحیة بالجیاة هی السبب فی تثبیت قصتها فی مخیلة الناس-و لو کانت جان عاشت بعد العمل الخاص الذی اختیرت هی لأدائه،ثم ماتت موتا«طبیعیا»کعجوز مهدمة سقطت أسنانها فإن قصة کشوفها غیر العادیة،و ما قدمته هذه الکشوف مت برهان علی وجود القوی الروحیة-هذا کله ما کان یسجل فی التاریخ العام."