ملخص الجهاز:
"(2): حارب الأسلام الفقر باعتباره یحرم الأنسان من حقه فی العیش بکفایة و یعوق المجتمع عن التقدم المادی و المعنوی،و من هنا فنحن لا نقصد بالطبقات معناها الحاضر بل الفئات الأجتماعیة و ذلک هو ما عناه الأمام (علیه السلام)عند ذکره لهذا اللفظ،و قد اعترف الأسلام بوجود الفئات فی المجتمع لأن ذلک لا غتنی منه فیستحیل التساوی فی توزیع الثروات،فمع اختلاف المهن و الثروات یختلف مستوی المعیشة،و لکن الخطر یمکن فی هذا التفاوت ما یدفع لوضع نظام یجتنب ذلک،و قد وضع الأسلام ذلک النظام و جاء الأمام(علیه السلام)فوضع قیودا أخری لمنع ذلک الخطر، و قبل ذلک نتساءل ما هو المثل الأعلی فی الأسلام؟.
الولاة:و الوجدان الطبقی لهؤلاء ینزع نحو التسلط رغم أنهم ضرورة لا بد منها للأدارة،و قد احتاط الأمام(علیه السلام)لهم و منهم فلا یدخل فیهم أی شاء بل یختار من خیرة المجتمع من حصل علی تجارب عالیة،ثم یجب أن یتوفر فیه مستوی عال من الأخلاق،و أن لا یلوث نفسه بالأخلاق السیئة کالطمع،هذا بالأضافة الی بعد النظر،و کما لم تکن هناک مدارس لأعداد الولاة کان لا بد للأمام أن یطلب للحاکم أن یختار الوالی من أبناء الأسر الصالحة.
و قد أکد علی العنایة بهم ثم دعاه الی ما یشبه انشاء دائرة خاصة تعنی بشؤونهم،و لکن توجد فی عهد الأمام ملاحظة غفل عنها (سان سیمون)هی أن هذه الطبقة قد تتحول الی طبقة ذات نشاط عدوانی و التماس المال من أقرب الطرق،و ذلک بالأحتکار و السیطرة علی الأسواق،و هذا ما رکز علی علاجه الأمام(علیه السلام)و طلب من الحاکم أن یتدخل لمنع الأحتکار أو المادة علی تجار عدیدین،و کذلک أمر(علیه السلام)بجعل الأسعار علی مستوی لا یعجز عنه أوساط الناس و لا یسخر به التاجر،و أن یضبط المکاییل لئلا یحصل البخس."