ملخص الجهاز:
"اننی لأتذکر فی النجف قبل قرابة ثلاثین عاما أن قصدت دائرة البرید و تسلمت مع ما تسلمت مجلة العرفان التی دفعنی شوقی الیها أن أمر علی أبوابها و أنا علی أبواب دائرة البرید و لا تزال عالقة بذهنی کلمة جاءت فیها عنوانها «قساوسة الأجانب یشتمون نبی المسلمین» و لا أعتقد أن کلمة کهربت جو النجف و العراق و العالم الإسلامی کما کهربت تلک الکلمة الثائرة البلیغة التی کانت أقوی دلیل علی روح قوی و إیمان صحیح و انتفاضة حرة علی من تحدثه نفسه أن یهین کرامة دین الفطرة لا أری بی حاجة إلی الإفاضة فی هذا الصدد فلیرجع إلی تلک الکلمة من أراد ممن أعمتهم الأغراض و الضغائن و الأحقاد بل لیرجعوا إلی کل أعداد العرفان لیتلقوا من صفحاتها درسا فی الوطنیة الصادقة و الإیمان القویم و النضال المستمر فی الوقت الذی کان فیه أمثال ألئک المحرضین و المحرضین قابعین فی بیوتهم لا شأن لهم فی خدمة البلاد و لا أثر،و فی الوقت الذی کانوا فیه لا یجرأون علی رد أبة عادیة عن أنفسهم-مهما سهل أمرها-فضلا عن أوطانهم انک یا صاحب العرفان بشهادة العلماء الأعلام و بشهادة الأدباء و المفکرین من حملة الأقلام و بشهادة رجال السیاسة الصادقین و بشهادة الوطنیین المناضلین المخلصین،انک بتزکیة أولئک أجمعین رجل علم و أدب رجل مدنیة و دین رجل عقیدة و مبدأ،رجل وطنیة و إخلاص،رجل کفاح و نضال،و لقد أسدیت للعروبة و للاسلام خدمات لا ینکرها حتی أولئک الذین أرادوا لک ما استنکرته البلاد و کان علی هؤلاء الذین أجلک من أن تکون خصما لهم أن یتعلموا من مبادیء أخلاقک کیف ینازلون الأشراف عند النزال؟لأن الطرق التی أرادوا و لوجها تأباها الأخلاق الکریمة و یعافها الشرف الرفیع،و هی لن تضیرک فإنک عشت الرجل الکامل النبیل و ستبقی خالد الذکر طاهر الأردان نقی الصفحة محمود النقیبة."