ملخص الجهاز:
"الاستاذ عبد الرسول الشریفی سکرتیر ندوة الأدب فی النجف اثر العادة فی تکوین الخلق یقول علماء النفس-فی معرض التحدث عن تأثیر العادة-إنها الطبیعة الثانیة للانسان تسیر أعماله و تصرفاته بقوة سلطانها فما المرء إلا مجموعة عادات سواء فی أکله و لباسه،فی فعله و قوله فإذا تأید هذا الرأی-و هو بدهی-فقد یکمن الخطر العظیم الذی یهدد الشبان بالانحطاط و التفسخ الخلقی؛فلا ریب ان العادات-طیبة کانت أم سیئة-تنشأ و تنمو منذ الصغر فتسایر المرء حتی أرذل العمر.
من المعلوم أن الشخص الذی اعتاد عادة ما یتعسر علیه الانتقال منها لسواها إلا بعد مجاهدة طویلة للنفس،أو قوة إرادة ترافقها تضحیة لیحور مجری حیاة وفقا للعادة الجدیدة-باحتذائه مثلا أعلی یهون علیه مشقة الانتقال-فکذلک یشق علیه أن یخالف ما کلف به قومه من عادات طبعوا علیها فیضطر حینئذ إلی مجاراتهم و مجاملتهم،و إن کانت بعض عاداتهم أو تقالیدهم تناقض ما ألفه من التفکیر الحر الصریح أو لا توائم نفسیة المجبول علیها،فکم ثقیل ابتلیت به-عافاک الله منه-یثرثر و کأنه یظن أن الحکمة تسیل من فمه لؤلؤا منثورا."