ملخص الجهاز:
"و خلاصة القول إن هذه لاتجاذبات تشکل عنصر ضغط و تغیید علی بلورة سیاسة خارجیة،و لا سیما أن الحدیث عن سیاسة من هذا النوع لمنظمة دولیة یتطلب البحث عن توافق فعال بین أولویات مختلفة تعکس بالطبع موقع کل طرف المنظمة و مصالحة،و یتطلب ذلک کله دبلوماسیة خلافة و مرنة تهدف إلی الحفاظ علی استمرار هذا التوافق الفعال فی ظل بیئة متغیرة بمطالبها و ضغوطها علی الصعید الأوروبی،و بیئة سیاسیة أخری تشهد دینامیة ناشطة،و بالتالی متطلبات مختلفة و متحرکة علی صعید عملیة التسویة فی الشرق الأوسط.
فلم یستطع الاتحاد الأوروبی الحصول علی اکثر من دور المراقب المعنی فی«مدرید»و لم یستطع انتزاع أی موقع رسمی فی إدارة عملیة المفاوضات،و عند ما حاول الاتحاد الأوروبی المشارکة فی مجموعة العمل الخاصة بالأمن و ضبط التسلح المنبثقة عن المفاوضات المتعددة الأطراف،عارضت الولایات المتحدة ذلک و احتفظت بتلک المجموعة تحت مظلتها علی رغم حیویة المواضیع التی تعالجها هذه المجموعة بالنسبة إلی الفضاء الجنوبی للاتحاد الاوروبی.
و تحاول الولایات المتحدة دائما تبریر هذا الضیق تجاه أی دور للآخرین بأن«کثرة الطباخین تفسد الطبخة»،و لکن حقیقة الأمر أن واشنطن التی ارتاحت من موسکو السوفیاتیة، و تستطیع التعایش حالیا مع المحاولات الخجولة لموسکو الروسیة للبحث عن دور قی وقت لا تملک الإمکانات الضروریة لذلک بسبب وضعها الداخلی علی وجه الخصوص،تری فی الدور الأوروبی الذی کان بمثابة عصیان علی الأخ الکبیر فی الماضی فی مسرح الجغرافیا الاستراتیجیة، منافسا مهما فی الحاضر علی مسرح الجغرافیا الاقتصادیة،حیث تبحث أوروبا عن بلورة موقع لها فی الشرق الأوسط."