ملخص الجهاز:
"لکن الشعب الفلسطینی ظل عنصرا مهما فی هذا الصراع من خلال القوات الفلسطینیة المتوعة الأصول و القیادات،و التی ساهمت بصورة خاصة فی الدفاع عن قطاع غزة أثناء حروب سیناء،کما کان لها الأثر الأکبر فی حسم الحروب العربیة- الإسرائیلیة،بهزمها إسرائیل فی حرب اجتیاح لبنان.
و لقد وقع أول اختیار توسعی علی أرض سیناء المصریة عام 1956،عندما انضمت إسرائیل إلی فرنسا و بریطانیا و عبرت حدود قطاع غزة و مصر،بینما أنزلت بریطاینا و فرنسا قواتهما فی بورسعید،فی محاولة للوصول إلی السویس،و احتلال الجانب الغربی من القناة، لإفشال التأمیم الذی طبقته مصر علی شرکة قناة السویس التی یملکها فرنسیون و بریطانیون، من ناحیة،و للقضاء علی الموجة القومیة التی کانت قد بزغت بارتقاء جمال عبد الناصر سدة الزعامة العربیة.
لکن هذا التبدل فی مسار الم عرکة لم یأت إلا نتیجة اشتراک أمریکا شبه المباشر إلی ج انب إسرائیل من خلال جسر السلاح و الرجال الذی أقامته و جعلت العریش مصبا له،حیث کانت تنزل الدبابات بأطقمها و تدفعها رأسا إلی المعرکة،مثلما حولت سائر القوات الجویة الأمریکیة فی قواعد حلف الأطلسی إلی المشارکة فی تأمین سیطرة جویة لإسرائیل بعد أن أفقدتها صواریخ سام 2 و سام 3 تلک السیطرة.
و بعد ذلک،فإن الانتصار الفلسطینی فی معرکة اجتیاح لبنان و تحریرها هو الذی حسم موضوعی الحروب العربیة-الإسرائیلیة و الصراع العربی- الإسرائیلی،و لکن الخدیعة قدمت له اتفاقیة أوسلو علی أنها جائزة انتصاره،بعد أن سرقت کل الثمرات المرجوة من ذلک الانتصار و زورت أوسلو بدیلا منها.
و نحن علی یقین أن ثبات سوریا سیفشل هذه المحاولة،بحیث یمکن القول بعد ذلک إن حروب الیهود و أمریکا و الصهیونیة العالمیة لإقامة إسرائیل کبری قد منیت بالفشل،و بحیث یمکن القول أیضا بأنه لا بد من أن یعقب الاندفاع إلی الخارج،انکفاء و تراجع یصعب من الآن تحدید مداه."