ملخص الجهاز:
"و بعد حرب عام 1973 استمرت الدول الافریقیة فی مقاطعة إسرائیل،و لکنها فی الوقت نفسه کانت قد تضررت کثیرا من ارتفاع سعر النفط،و فی عام 1977 عقد العرب و الأفارقة أول مؤتمر قمة عربی-إفریقی التقی فیه النظامان العربی و الافریقی،و استطاع هذا المؤتمر أن یضع أسس التعاون العربی-الافریقی الذی أنشئت له آلیات جدیدة.
و کانت المعادلة الجدیدة التی قام علی أساسها التعاون العربی-الافریقی خلال حقبة السبعینیات هو أن یقف الأفارقة مع العرب فی قضیتهم المحوریة،و هی القضیة الفلسطینیة و تأیید الحقوق المشروعة للشعب الفلسطینی،علی أن تستمر المساعدات العربیة للأفارقة،و أن یقف العرب جمعیا مع قضیة افریقیا المحوریة ضد الحکم العنصری فی الجنوب الافریقی،و إنهاء سیاسة الفصل العنصری فی جنوب افریقیا.
و بطبیعة الحال،فإن هذه المعادلة التی قام التعاون العربی-الافریقی علی أساسها لم تعد صالحة الآن،فقد انتهی النظام العنصری فی الجنوب الافریقی،کما أنه لم یعد من الممکن مطالبة الأفارقة بمقاطعة اسرائیل،فعدد من الدول العربیة یتعامل الآن مع اسرائیل(بعد اتفاقیة أوسلو أعادت 54 دولة من دول العالم علاقاتها مع اسرائیل).
تهتم اسرائیل حالیا بتطور علاقاتها مع جنوب افریقیا،التی التحقت بمنظمة الوحدة الافریقیة و أصبحت دولة افریقیة،و هی تعرف أن الإطار القدیم الذی کان یجمع بین الدولتین باعتبارها دولتین عنصریتین لم یعد قائما بعد اختفاء النظام العنصری،و لکن ما زال لجنوب افریقیا أهمیة خاصة بالنسبة لإسرائیل،حیث إن صناعة المالس التی تعتبر صناعة أساسیة فی إسرائیل تعتمد اعتمادا کلیا علی جنوب افریقیا،بالإضافة إلی وجود تعاون تقانی(تکنولوجی) و تعاون فی مجال الصناعات الحربیة."