ملخص الجهاز:
"و لکن هذه الأسباب تختلف،و لهذا یقع التعجب من العبد لورود أفعاله سبحانه علی أسباب غیر الأسباب المعهودة المألوفة،و ربما حمله ذلک علی الإنکار و الکفر،و ذلک محض الجهل،و إلا فلیست قدرته-سبحانه و تعالی -مقصرة عن اسباب أخر،و مسببات ینشئها منها،کما لا تقتصر قدرته فی (1)رواه مسلم-کتاب:الجنة،باب:فی صفات الجنة و أهلها 4:2180-2181 و الرشح: العرق،و سمی به لأنه یخرج من البدن شیئا فشیئا،کما یرشح الإناء المتخلخل الأجزاء(لسان العرب 2:449)و الجشاء:تنفس المعدة عند الامتلاء(النهایة 1:48) (2)رواه أحمد 3:371 قال الهیثمی فی المجمع 10:416:رجاله رجال الصیح،غیر ثمامة بن عقبة،و هو ثقة (3)التذکرة 2:569 و الآیتان من سورة طه:118،119 هذا العالم المشهود عن أسبابه و مسبباته،و لیس هذا بأهون علیه من ذلک،و لعل النشأة الأولی التی أنشأها الرب سبحانه فیها بالعیان و المشاهدة أعجب من النشأة الثانیة التی وعدنا بها1.
(1)رواه الترمذی-أبواب:صفة جنة-باب:ما لأدنی أهل الجنة من الکرامة 7:285 (2)قال المبارک فوری عن حدیث أبی رزین:لم أقف علی من أخراج هذا الحدیث بهذا اللفظ (انظر تحفة الأحوذی 7:286) (3)سورة البقرة آیة:25 (4)حادی الأرواح ص:173 رؤیة أهل الجنة الباری عز و جل: رؤیة الله هی الغایة القصوی فی الدار الآخرة،و الدرجة العلیا من عطایا الرب،حتی لیتضاءل إلی جوارها الجنة بکل ما فیها من ألوان النعیم،و قد صرح الحق تبارک و تعالی برؤیة عباده له فی جنات النعیم،فقال: وجوه یومئذ ناضرة(22)إلی ربها ناظرة(23) 1فهی وجوه تغمرها النشوة،و تفیض بالسعادة،بعد أن کشف الحجاب بینها و بین ربها،و أما الذین طمست قلوبهم المعاصی و الآثام فهم محرومون من هذه النعمة،و هذا عذاب أشد علیهم من عذاب الجحیم کلا إنهم عن ربهم یومئذ لمحجوبون(15) 2."