ملخص الجهاز:
"و أدرکت من شیوخ فاس الإمام أبا عبد الله محمد بن جعفر الکتانی(من أسرة صاحب فهرسة الفهارس)المتوفی سنة خمس و أربعین و ثلاث مئة و ألف،و لم أکن عندها فی سنن الدرس،و بعدها اطلعت علی بعض مصنفاته و من أجلها «الرسالة المستطرفة لبیان مشهور کتب السنة المشرقة»،و یلفت النظر فی کتابه هذا عنایته الخاصة بکتب الحافظ أبی بکر الخطیب،فهو کلما ذکر مصنفات باب من أبواب الکتب الراجعة الی السنة المطهرة،یعنی یتسجیل ما للحافظ الخطیب من مصنفات فیها،و قد ذکر منها أکثر من عشرة مع تعلیق علی بعضها للتقویم و التنویه،أو الإشارة الی من جاء قبله بمثلها،أو من ذیل علیها،فحینما ذکر مثلا کتاب«المؤتلف تکملة المختلف»قال فیه:(إن الخطیب و ضعه جمعا بین کتاب الدار قطنی و کتاب الحافظ المشهور عبد الغنی المصری،و زاد علیهما،و جعله کتابا مستقلا سماه«المؤلف تکملة المختلف»)،ثم زاد أن الحافظ المعروف ابن ماکولا زاد علی هذه التکملة و ضم الیها الأسماء وقعت له و جعله أیضا کتابا مستقلا و سماه«الإکمال»،و تابع التعلیق أن الحافظ ابن نقطة ذیله بما فاته أو تجده بعده،و هکذا ذهب مع سلسلة الذیول الی النهایة.
لابن بشکوال،و فی الوافی بالوفیات،و فی نفح للمقری،و فی تذکرة الذهبی، کما أنه کاتب مترسل حسبما توحی بذلک آثاره الآتیة الذکر،و له مرویات أکثرها فی المواعظ،و متشاغل بالعلم کشیخه الباجی،و فی عداد مشاهیر الراحلین من المغرب الی المشرق للأخذ و السماع سنة ثمان و أربعین و أربع مئة، بعد ما سمع بالأندلس علی أبی القاسم أصبغ بن مالک بن موسی الزاهد القبری، و أکثر الأخذ بالأندلس عن الإمام أبی محمد بن حزم الظاهری حیث طال لقاؤهما بین عامی ثلاثین و أربع مئة و أربعین و أربع مئة،و قرأ علیه أکثر مصنفانه، و اشتهر بصحبته،بالرغم من أنه لم یکن یتظاهر بذلک،کما سمع بها من حافظ المغرب ابن عبد البر و أبی العباس العذری،و غیرهما من أصحاب هذه الطبقة،و سمع بأفریقیة فی أثناه رحلته،و لقی بمکة کریمة بنت أحمد المروزیة13."