ملخص الجهاز:
"و علیه فقد اهتم أئمة المسلمین من متکلمین،و متصوفین، و معتزلین بدراسة هذه الأسماء،و قد اتخذت تلک الدراسات عدة اتجاهات،فقد أهتم جماعة منهم بالجانب السلوکی،و اکتفی آخرون بجمعها،و مال عدد منهم الی دراسة اشتقاقاتها،و دلالاتها و معنی هذا أنه لم یفرد للفظ الجلالة کتاب مستقل أو بحث یتناول هذه الاتجاهات، إذ نجدها متفرقة فی کتب التفسیر،و الفقه،و الفلسفة،و الأصول، و التصوف،و اللغة و النحو،و الصرف،و علیه فقد عقدت العزم علی البحث فی اسم لفظ الجلالة(الله تعالی)الذی عده اکثر العلماء الاسم الأعظم،و قد وقع البحث فی ثلاثة مباحث و هی: المبحث الأول:المستوی الدلالی اللغوی،تناولت فیه معنی الاسم فی اللغة و فی الاصطلاح و بناءه،و العلاقة بین الاسم و المسمی و التسمیة.
و قال ابن عاشور:(و انما أقحم لفظ اسم مضافا الی علم الجلالة إذ قیل(بسم الله)و لم یقل(بالله)لان المقصود ان یکون الفعل المشروع فیه من شؤون أهل التوحید الموسومة باسم الإله الواحد فلذلک أقحم(اسم)فی کل ما کان علی هذا المقصد کالتسمیة علی الشک کما قال تعالی (فکلوا مما ذکر اسم الله علیه 120...........
اما فیما یخص حذف الألف من(اسم)فقد اجمع جمهور النحاة علی ان الألف حذفت لکثرة الاستعمال و للاختصار124،لان من شان العرب الإیجاز و تقلیل الکثیر،اذا عرف معناه125،و ذهبوا الی ان الألف لا تحذف اذا أضیف(اسم)الی أحد أسماء الله الحسنی لقلة الاستعمال نحو باسم الرب و باسم العزیز126،و نحو قوله تعالی: (فسبح باسم ربک) 127،و قوله (اقرا باسم ربک الذی خلق) 128، و لذلک تحذف هذه الألف اذا جر(اسم)بغیر الباء نحو قولک(لاسم الله حلاوة فیء القلوب)129و عللوا ذلک بانها لم تکثر کما کثرت فی (بسم الله)130عند الأکل و الشرب،و القیام،و القعود131،و کان هناک سببین فی حذف الألف من(اسم)و هما،کثرة الاستعمال،و الجر (123)قصة الحضارة مج 4(3/14)."