ملخص الجهاز:
"!» و جمع بروکا،احد کبار علماء النبات،بعض بذور نبات البنجر الذی ینبت فی حقول القمح، و تسمی هذه البذور هنا«دحریج»و زهوره لها فی الغالب لون بدیع یمیل الی اللون البنفسجی، و زرع هذه البذور فانتجت زهرا بنفسجیا مقاربا للزرقة و مقاربا للحمرة،ثم تعمد ان یحصل التلقیح بین النوع الثالث بعد ان اعدم الاولین،و زرع البذور الناتجة فکان اکثر الزهور الناتجة یقارب الوردی،و کان جزء بنفسجیا او مقاربا للزرقة و کانت کل من الزهور الباقیة ثلثها احمر، و یجاوره لون بین البنفسجیة و الوردیة،ثم کرر العملیة بین الوردی و الاحمر فقط،فکان عدد الزهور الزرقاء و البنفسجیة و المختلطة یقل تدریجا و کان عدد الزهور الوردیة و الحمراء یزید بل تمکن بعد مدة من انتاج زهور بیضاء خالصة او فیها قلیل من الحمرة،و کان دائما یخشی هذه الروح الرجعیة و هکذا تمکن علماء البنات و الحیوان من أن ینتجوا بفضل عرفانهم بقوانین الوراثة و مثابرتهم علی مقاومة الروح الرجعیة فیها انواعا جدیدة منک النباتات الجمیلة التی تزین بساتین الیوم،و من النباتات المفیدة کانواع البطاطس و القرع و الفاصولیا و الغلال و القطن،و حیوانات تؤدی الغرض منها علی اتم وجه،کخیول السباق و الجرور و الحمل،ثم هذه الانواع الجدیدة من الطیور البدیعة الشکل التی تزدان بها حدائق سراة القوم و اجرام الیوم-سیما عند طائفة المجرمین بالطبیعة و بالولادة-لیس الا مظهرا قویا للوراثة الرجعیة فاذ المسلم به ان الانسان الاول کان همجیا محبا للاثرة،عدوا للجماعة یسعی لحاجته من اقصر طریق دون ان یهتم ذرة بصالح الغیر و حقوقهم،قصیر النظر بلید الفهم، و بالجملة کان الاجرام مجسما،فلا غرابة ان تظهر هذه الروح فی بعض احفاده لا سیما اذا هیئت لها الظروف،و انعدمت طرق التغلب علیها و مهدلها سبیل الظهور."