ملخص الجهاز:
"و یؤخذ مما تقدم أمران:أولهما أن أول من وضع النقط بمعناه الأول هو أبو الأسود الدؤلی و ثانیهما أن أبا الأسود لم یتعرض فی المصحف لنقط الإعجام و إنما تعرض لنقط الإعراب،و عنه أخذه العلماء من بعده و أدخلوا علیه بعض التسحین؛ و ظل الأمر کذلک إلی أن جاء عصر الدولة العباسیة و ظهر الخلیل بن أحمد البصری فتناول نقط أبی الأسود و حور فیه و عدل صوره؛و أدخل علیه تحسینا کثیرا و سمی بعد بالنقط المطول و هو المعروف عندنا الیوم بالشکل و بهذا اعتبر الخلیل الواضع الاول له.
فذهب أبو داود فی اختیاره: إلی أنه دارة أی(حلقة)صغیرة توضع فوق الحرف الساکن منصلة عنه هکذا (ألم نشرح لک صدرک) و هو مذهب أکثر نقاط المدینة-و علیه العمل عند المغاربة و بعض المشارقة.
و اختلف فی أصل مأخذه علی هذا المذهب-فقیل رأس جیم أخذت من لفظ جزم و لعل ذلک و الله أعلم أن الجزم معناه القطع و فی السکون قطع الحرکة عن اتصالها بالحرف، -و قیل رأس حاء من لفظ استرح إذ فی النطق بالسکون راحة عن ثقل النطق بالحرکة-و قیل رأس خاء من خفیف إذ الساکن أخف من المتحرک و ذهب بعض أهل المدینة و بعض النحاة إلی أنها هاء1مشقوقة هکذا «هـ»مستدلن بأن السکون و الهاء من خواص الوقف.
فذهب الخلیل بن أحمد وأصحابه و نقاط المشرق إلی أنها رأس شین غیر معرفة و لا منقوطة توضع فوق (1)و منهم من قال علامته جرة صغیرة و هکذا-و عبارة صاحب الطراز علی ضبط الخزاز کغیره تفید أنها هکذا إذ هو معنی قولهم(إلا أنهم أسقوطا رأس الخاء و أبقوا مطتها)و إذا سقطت رأس الخاء بقیت مطتها کما تقدم و لیحرر -و هذا مذهب نقاط الأندلس و کائهم أرادوا مذهب الخلیل فأسقطوا رأس الخاء و أبقوا جرتها و قد یحسن هذا مع نقط أبی الأسود الدؤلی."