ملخص الجهاز:
"قد یکون عملهما تضحیة کبیرة اذا قبس بعقوق الابناء هذه الایام و جفوة الخلف المفتون الذی سلبته المدنیة کل عاطفة و وجدان و خلقت منه جیلا یعبد المادة و لا یعرف للروحانیات حقا و لا کرامة و لکنها تضحیة واجبة و قلیلة اذا کانت لمخلوقین الیهما یرجع بعد الله خلق الانسان و لهما بعده سبحانه و تعالی یجب السجود و تبجیل المعبود فهز الرجل رأسه علامة الموافقة و قال جئت بالحق و فی الواقع اننی أعشر بسعادة کبری حینما أجدنی محاطا بزوجتی و ولدی علی المائدة تتناول من طعام واحد یسرد کل منا أحادیث یومه و أقص علیهم من أنباء الحرب الضروس التی أودت بساقی ما جعلهم ینفرون من الحروب و موقدی سعیرها و یبغضون هذه المجاز البشریة التی تباع فیها النفوس بیع السماح من اجل فئة ضالة من السیاسیین و سدا الاطماع شرذمة جشعة من کبار الممولین و عباد لاستعمار و هنا أخذته الحدة و صار یصخب و یلعن فی حنق المغیظ فهدأت الفتاة روعه بکلمات عذبة و حولت مجری الحدیث فی لباقة و ظرف ثم همست فی أذنی قائلة ان والدی مریض بعلة قلبیة و الحدة تقتله یا سیدی فلنخص فی حدیث غیر هذا ابقاء علیه و رحمة به و کان ما أرادت هذه الابنة البارة و سرنا علی مهل حتی وصلنا الی سفح الجبل و قد أرخی اللیل سدوله و النسیم یحمل الینا صوت خوار الماشیة و رنین الاجراس المعلقة فی رقابها و هی عائدة الی مأواها و صفیر البلابل و الطیور راجعة الی أوکارها فامتزجت هذه الاصوات الطبیعیة بانغام موسیقانا و کان یوم بدیع حقا لا یجود بمثله الزمان."
(
, 
, 
)
