ملخص الجهاز:
"فی هذه الأعمال یری الفنان و یحس و یفکر علی مستوی التجربة التکنیکیة اللونیة و الحرکیة و الإیقاعیة لرسم معالم الخریطة الإبداعیة الجدیدة الممیزة للعصر -عصره هو-و یطبعه بطابعه هو،الذیاقتنصه من بین الخطوط و الألوان و المساحات و السطوح متمثلا بتغلغل الأشیاء و انتشارها فی مساحات بعضها البعض و فی تداخلها و تشابکها و تآلفها و مساهمتها جمیعا فی خلق الإیقاع الجمالی الحیاتی.
و لهذا فإن القول بأن الفنان فی لوحاته هو مجرد عاکس آلی لحرکة آلیة انفعالیة هو قول فیه افتقار شدید للحقیقة التی تؤکد أن«علی»لم یتبع حرکة الإیقاع الموسیقی اللونی و الحرکی الداخلی إلا بعد استثمار و تذوق شدید من العقل للجمیل و للفلسفة الحیاتیة الجدیدة المتمثلة کما قلنا بالنغم و بالإیقاع.
و لئن کانت هذه النشوة الذهنیة تذکرنا ببعض الفلسفات القدیمة إلا أن من الخطأ الاعتقاد بأنها تنبعث من مخیلة«علی»من مجرد ذکریات و انطباعات و قراءات مستقاة من زیاراته أو لقاءاته و مطالعاته،لأنها تنبعث من ذاته و من روحه و من إحساساته المفرطة،لأن أقوی شیء علی عمله و علی حیاته هو«تلک الأشیاء» فی ترتیبها و تناسقها و فی انسجامها و کذا مع الإیمان القاطع عنده بعجائب مثل هذا الانسجام و التناسق و تأثیرهما علی الروح.
تعبیریة جدیدة و رؤیة: إذا کانت تعبیریة الفنان«علی،فی هذه التجربة هی الإفصاح عن العواطف و هی فی انسکاب شحناته العصبیة علی اللوحة،فعلی العموم فإن الفنان جاهد و عبر کامل تجربته لیعبر عن الحب الذی یربطه بالناس و الأشیاء.
إنه یدعونا للحاجة إلی جمالیات جدیدة مبنیة علی الروابط بین الخطوط و الألوان الخالصة،ذلک لأن الجمال الخالص لا یتحقق عنده إلا بالروابط الخالصة بین عناصر بنائیة خالصة."