ملخص الجهاز:
"عالم الطفولة عالم ملیء بالمدهشات الفذة،رحب الخیال،رائع بالتقاط جمالیات الأشیاء،و تحویلها لصالح الذهنیة الطفلیة التی تعید ابتکار تلک الجمالیات،و تحریکها باتجاه ذهنیة فائقة العذوبة،و النداوة،و الشفافیة،حتی لیحملنا الظن یقینا بأننا عندما نقتحم ذلک العالم الطفولی المدهش،و الشفیف الأخاذ سنجد أنفسنا ضمن ممالک جمالیة لا حدود لهان و عبر آفاق تصعد بنا خارج فضاء الکون الأرضی إلی حیث البهاء،و متعة التلذذ بأحلام الطفولة حتی فی حقول یقظتها التی تبث عبیر رؤاها الدافئة الحیة فیما حولها فتحول کینونة (*)باحث من سوریة -العمل الفنی:الفنان رشید شما الحیاة إلی کینونة ملونة بأطیافها البهیة المثیرة،سنکتشف آنذاک أننا أمام واقع جمالی قائم بذاته،حی بممکناته المذهلة،ممتد عبر بصیرة العین و الخیال حقیقة یقینیة مائلة للعین بمشاهدها و صورها المرئیة المشاهدة، و لیس ما نقف عنده هو من نسیج احتمالات الظن،و التصور،و المتخیل،بل تلک الحقول الشاسعة من مبتکرات الطفولة الذکیة و الواعیة لما تتقن و ترسم،و تبدع،و تتصور، حتی لنکاد نهتف بداخلنا،و نحن مشدوهین بما یصنع الصغار،و یبتکرون:إنه بستان من السحر و الجمال و البراءة یشدنا إلیه حتی نذوب فیه بحواسنا،و مدرکاتنا،و وجداناتنا المأخوذة بفتنة عالم و دوح المدهشات الفاتنة، حتی نحس بطفولتنا تنهض فینا،و تستیقظ، و تصحو علی ضفاف ذاک العالم الجمیل الساحر،الخالی من منکدات الراهن،و مآسی الزمن الطاحنة،و کآبات الحیاة الحالیة المرة بطعمها،و آثاره المدمیة،و نود لو نظل نبحر بزورق الطفولة حتی یغیب الخیال فی جزر الأحلام الوردیة التی ینسجها الأطفال وفق أمزجة عامرة بالمغریات الفذة،و التصورات الرحبة التی تلتقط من الحیاة أشیاءها الجمیلة،و تعید صیاغتها علی هواها،و وفق مدرکاتها الجمالیة الأسرة،بحیث تشعرنا بقیمتها،و أهمیتها فی الحیاة،و أن لها دورا تلعب فی الوجود لا یقل روعة عن دور الکبار."