ملخص الجهاز:
"و قد کشفت الاستراتیجیة الإسرائیلیة خلال السنوات القلیلة المنصرمة،و بغض النظر عما إذا کان اللیکود أو العمل فی مرکز القیادة،عن قدرة إسرائیل علی المبادأة،بینما یتخذ العرب موقف رد (*)یضم هذا المحور اربع اوراق:قدمت الورقة الاولی للدکتور نصیر عروری عن«المأزق الفلسطینی:القیود و الفرص»،و الورقة الثانیة للاستاذ جوئیل بینین عن«اسرائیل:الاقتصاد السیاسی و مستقبل الدولة العسکریة»بالانکلیزیة الی الندوة التی نظمها مرکز الدراسات العربیة المعاصرة فی جامعة جورج تاون عن«العقد العربی القادم:المستقبلات البدیلة»،و التی سینشر المرکز ابحاثها باللغة العربیة قریبا،بعد أن قام بترجمتها.
و هکذا فإن العجز الفلسطینی عن الانخراط فی حرب تحریر دائمة ضد اسرائیل،و عن تحدی الوضع الراهن العربی بما یتطابق و هذا الهدف،قد أجبر منظمة التحریر الفلسطینیة علی أن تشارک الدول العربیة فی حملة دبلوماسیة من أجل تحقیق أهدافها.
و قد التمست إسرائیل هذا التعویق من خلال سبل ثلاثة محددة،إذ روجت،علی المستوی الدبلوماسی،للفکرة الغامضة التی تشیر إلی أن قیام الدولة الفلسطینیة لا بد أن یکون له آثاره السلبیة علی مصالح الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط،و کذلک علی الاستقرار الإقلیمی،و أن مثل هذه الدولة لا بد أن ینظر إلیها باعتبارها دولة تحریر و حدوی،و مصدرا للقلاقل،و لا ضرورة لها،کما أن مصیرها الغالب أن تکون قاعدة للقوة السوفیاتیة.
لقد کان الغزو،فی جوهره،ردا علی التهدید الاستراتیجی الذی مثله التوافق العربی-الأمریکی فی أعقاب حرب تشرین الأول/أکتوبر 1973،و علی بلوغ شرعیة منظمة التحریر الفلسطینیة أوجها فی السبعینات،و علی تذبذب الولایات المتحدة الأمریکیة.
و حیث إن مبادلة الأرض بالسلام(و کأنما السیاسة الدولیة صفقة تبادل عقارات)قد احتلت موقع الصدارة فی جدول الأعمال،و حیث أن الصرخات المدویة بشأن الفرصة الأخیرة للسلام ظلت تتردد برتابة مملة خلال 17 عاما منذ احتلال الضفة الغربیة و غزة،فقد یکون من بواعث السخریة أن عدم استقرار النظام هذا الذی تعکسه جملة«الفرصة الأخیرة للسلام»فی بلاغة،قد صار أهم وسائل الارتفاع العربی إلی موقف الند للند مع الولایات المتحدة!."