ملخص الجهاز:
"أبعاد الخسائر البشریة و البیئیة العربیة لحرب الخلیج الثانیة* إقبال الرحمانی قسم الاقتصاد-جامعة الکویت رکزت معظم الدراسات التی تمت حول تقییم الآثار و الأضرار الناجمة عن حرب الخلیج الثانیة فی الثانی من أب/اغسطس 1990 علی البعد الاقتصادی و السیاسیی لهذه الأزمة،الذی یعد فادحا بکل المقاییس،و الذی شمل اقتصادات دول متعددة،حیث أدت هذه الحرب إلی تدمیر ضخم فی البنیة الأساسیة المدنیة و العسکریة و إلی شلل العملیة الانتاجیة بشکل مباشر فی کل من الکویت و العراق و بشکل غیر مباشر فی اقتصادات الدول المجاورة و المرتبطة بهما،سواء لخروج ما یزید علی الملیونی فرد من جنسیات مختلفة من العاملین فی تلک المنطقة أو لتعطل التجارة البینیة، بالإضافة إلی تکالیف تمویل الحرب التی تکبدتها الدول الخلیجیة و تکالیف اعادة التعمیر فی حالة الکویت و العراق و غیرها من تکالیف و ایرادات ضائعة قد أدت إلی تقلیص الفوائض المالیة العربیة بل و إلی مواجهة العدید من دول الفوائض المالیة عجزا فی میزانیاتها و لجوء بعضها کالکویت للاقتراض الدولی لأول مرة.
یتضح من العرض السابق لأهم مصادر و أبعاد التلوث البیئی الناجم عن أزمة الخلیج مدی فداحة الأضرار الحالیة و المستقبلیة التی تخلفها النزاعات و الاشتباکات العسکریة و الحربیة،کذلک فإن الآثار السلبیة للتلوث البیئی-کما ذکرنا فی البدء-تتعدی نطاق الکویت و العراق و السعودیة (67)تشیر إحدی الدراسات إلی أن الجیش الأمریکی-الذی یمثل حوالی 70 بالمئة من القوات التی تواجدت فی السعودیة-یعد من أکثر القوات أنتاجا للمخلفات الخطرة،التی تقدر بطن من هذه المخلفات کل دقیقة،و أن الأنشطة العسکریة تعتبر أهم مصدر للملوثات السامة للبیئة."