ملخص الجهاز:
"التی شاء لها القدر أن تشهد أول فصل مثلناه من روایة العمر علی مسرح الحیاة...
و لعب الکرة فی أرباض القریة و بین المزارع و الحقول-فتلک کانت لها روعتها و أثرها فی النفس..
فی تلک القریة التی هی أول أرض مس جلدنا منها التراب.
فان کان فی القریة غیر ذلک ما هو خلیق بالذکر،فهی تلک النخیل و الاشجار التی تحیط بها احاطة السوار بالمعصم،و تکنفها کما تکنف الحاشیة الامیر.
و ظلت ثابتة علی العصور فلا«نحات»ینالها و لا«تعریة» و لا زیادة النیل و نقصانه بمغیرة من أمرها شیئا و قد أبدعت ید الطبیعة فیما نسجته علی تربتها من أبسطة حشیشیة خضراء متکائفة مع ضآلة متواضعة فی غر میل الی الظهور.
یغذیها من تحتها النیل و الثری و یسقیها مع الصباح من فوقها الطل و الندی ضعیفة الجانب فلا ساق و لا اوراق لکن تآلفها و اتحادها کانا أساس مغالبتها للزمن و قوتها التی لا ینالها و هن علی تلک المقاعد ینتهی بنا الجلوس فی اعقاب النهار."