ملخص الجهاز:
"غیر أن هذه الهیئة التی مضی عشر سنوات علی تعثرها فی شکل الصندوق العربی للانماء الاقتصادی و الاجتماعی الذی أشارت مذکرته التفسیریة الی ضرورة تعزیز الامکانات القطریة و ما یوفره البنک الدولی بجهاز خاص یعمل علی توجیه جزء من الموارد المتوافرة نحو اعادة بناء الاقتصادات التی خربتها الحرب ثم یواصل نشاطها الانمائی بعیدا عن التیارات السیاسیة من أجل التکامل و التنمیة فی الوطن العربی،و یلاحظ أن هذا التسلسل للعمل شبیه بما حدث عند انشاء البنک الدولی عقب انتهاء الحرب العالمیة الثانیة،و قد أقر المجلس الاقتصادی اتفاقیة الصندوق فی 16/5/1968 و أصبحت نافذة فی 18/12/1971.
و فی 1974 انشیء صندوقان آخران:الصندوق العراقی للتنمیة الخارجیة(و لیس العربیة کما هو الحال فی سابقیه،و ان کان قرار انشائه ینص علی منح الأفضلیة للمشاریع الانمائیة التی تعزز التکامل الاقتصادی العربی)و الصندوق السعودی للتنمیة الذی تزاید رأسماله من 10 ملیارد دولار الی 25 ملیارا فی 1982،و یتوجه بقروضه الی الدول النامیة الصدیقة،لا سیما الأقل نموا.
و هنا یحضرنا سؤال یبحث عن جواب لماذا تجد تلک الأقطار نفسها منقادة الی حروب تستنفد مواردها أو مجابهة لانقسامات؟ هل هو مجرد طیش من بعض الأنظمة،أم أن هناک یدا تخطط علی ابقاء التبعیة الغذائیة بهدف الوصول الی وضع لا حل له؟ ثالثا:اسهامات العمل المشترک فی التنمیة یتضح من السرد السابق لتطور العمل المشترک عدد من الحقائق: -انه رغم الصیحات التی ترددت فی الاوساط العلمیة و فی الأروقة المؤسسیة من خطأ الترکیز علی منهج تحریر التبادل(للمنتجات و الأموال و الافراد)فإن هذا مثل جانبا محدودا من أنشطة المؤسسات التکاملیة(فقرار السوق المشترکة هو قرار واحد من 856 قرارا صدرت عن 41 دورة انعقاد لمجلس الوحدة علی مدی 20 عاما)."