ملخص الجهاز:
"فهی سیطرة البورجوازیة و دولتها علی الشروط الخمسة الآتیة:أولا:الهیمنة علی اعادة تکوین قوی العمل، و یتطلب هذا فی مرحلة أولی سیاسة دولة تسمح بتنمیة زراعیة قادرة علی تموین السوق بفائض کاف من حیث الکم و بأسعار تتمشی مع مقتضیات ضمان ربحیة رأس المال،ثم فی مرحلة تالیة انتاجا علی نطاق واسع للسلع الاستهلاکیة کی تواجه کلا من توسع رأس المال و الزیادة فی مجموع الأجور؛ ثانیا:الهیمنة علی تمرکز الفائض المالی،الأمر الذی لا یتطلب فقط وجود أشکال مؤسسیة وطنیة فی المیادین المالیة،بل أیضا استقلالیتها النسبیة ازاء المال المتعدی الجنسیة،و ذلک من أجل توجیه استخدام الأموال فی الاستثمار المطلوب لدفع تنمیة قوی الانتاج؛ثالثا:الهیمنة علی السوق المحلیة (التی تخصص للانتاج الوطنی،و ذلک حتی لو لم توجد قوانین للحمایة الجمرکیة الصعبة)،و القدرة علی الدخول فی المنافسة الدولیة،و لو فی قطاعات محدودة؛رابعا:الهیمنة علی الموارد الطبیعیة، و یتطلب ذلک أکثر من مجرد الملکیة الوطنیة الشکلیة،إذ یتطلب سیاسة دولة قادرة علی استغلال هذه الموارد أو الاحتفاظ بها للمستقبل.
ما هی المجتمعات التی-عبر تاریخ الرأسمالیة-نجحت فی عملیة التبلور المرکزی؟هل توصلت إلی هذه النتیجة ابتداء من موقف«طرفی»(بمعنی موقف تابع داخل النظام الرأسمالی و لیس خارجا عنه)؟هل استطاعت أن تفعل ذلک بواسطة«ممارسات ذکیة(من قبل الدولة و الطبقة الحاکمة) استغلت الفرص المطروحة فی اطار السوق العالمیة»کما یقول البعض؟هل استطاعت بهذه الوسائل أن ترتفع من تنمیة تابعة إلی تنمیة مستقلة؟هل توجد حالیا فی النظام العالمی فرص تسمح بذلک؟ إن التعبیر«نصف الأطراف»المستخدم لوصف الأحوال«الوسیطة»التی قد تؤدی إلی تبلور علی مثال ما هو علیه فی المناطق المتقدمة من النظام،ان استخدام هذا التعبیر یشمل خطر المزج بین مجموعتین من الظواهر نعتقد نحن أنه لا بد من الفصل بینهما و هما:التبلور التدریجی ابتداء من مواقف لم تکن مواقف أطراف من جهة،و محاولات التخلص من مواقف أطراف من جهة أخری."