ملخص الجهاز:
"لکنه بقدم بین یدی هذا الرأی الحر الجریء قصیدة عصماء فی مدح سلطات السفاح البغدادی الجدید،قبل توقیع اتفاقیات مجلس التعاون فقد«کان العمال المصریون یجدون فی العراق کل ترحیب،و کانت معاملة السلطات العراقیة للمواطن المصری مضرب المثل فی الدمائة و حسن العشرة،و کان المصریون العاملون فی باقی الدول العربیة یحسدون المصریین العاملین بالعراق علی هذه المعاملة المتمیزة،و یرددون فیما بینهم کیف أن السلطات العراقیة تقف إلی جانب الحق و لا تسمح بمحاباة العنصر الوطنی ضد العنصر الوافد،و إذا قامت مشکلة بین المواطن العراقی و المواطن المصری فإن السلطات العراقیة کانت تسارع باحتوائه حتی لا ینمو أی شعور بالاضطهاد عند المواطن المصری،و کان هذا المسلک الحضاری من جانب السلطات العراقیة نابعا من تقدیرها للدور الحیوی الذی تقوم به العمالة المصریة لسد النقص فی الأعمال المدنیة حتی یتفرغ المقاتل العراقی لحرب إیران،بل حدث ما هو أکثر من هذا، و هو اشتراک ألاف المصریین فی الحرب إلی جانب أشقائهم العراقیین،و سقط منهم شهداء و مصابون،و اختلطت دماء المصری بالعراقی فوق أرض الرافدین،و وقع من المصرین عدة ألوف فی أسر القوات الإیرانیة و لا یزالون حتی الآن رهن الاعتقال و یعانون مرارة الغربة و قسوة الأسر بنفس الدرجة التی یعاینها إخوانهم العراقیون،و عند ما یکتب تاریخ الوجود المصری فی البلاد العربیة فسوف یتحدث المؤرخون طویلا عن الدور المصری الشعبی فی العراق باعتباره صورة طیبة للتعاون الایجابی و للتفاعل المثمر بین الشعوب الشقیقین»."