ملخص الجهاز:
"فی الواقع:إن هذا الانفصام عن المسألة الاجتماعیة قد تکثفت آثاره فی الذهنیة العامة لدی عدة لا یستهان بها من طلبة العلوم الدینیة الأمر الذی أدی إلی تلبسهم بحالة سلبیة متشنجة إزاء القیام بالمسؤولیة الاجتماعیة تکیفت وفقا لها تصوراتهم العلمیة للشریعة الإسلامیة لا سیما فی مجال الجهاد و السعی لتشیید حاکمیة هذه الشریعة زمن الغیبة الکبری للإمام المنتظر أرواحنا فداه.
و هکذا کانت هذه العوامل النفسیة التی تراکمت علی مرور العصور و الأزمان مما خلفته أجواء الانحراف عن تطبیق الشریعة الإسلامیة فی مجالات الحکم و السیاسة البلاد، و کرست ضغوطه الهادمة فی مشاعر بعض دارسی الفقه و الحدیث و تفکریهم قد أثرت تأثیرا بالغا فی غربة هؤلاء المتأثرین عن السیرة النبویة المطهرة و القرآن الکریم و انفصالهم عنهما کثیرا عند تحریر المطالب العلمیة للحبث الفقهی و قواعده و أسس النقد و التقییم لاستنباطاته و نتائجه الاجتهادیة فیما یعود إلی المسؤولیة الاجتماعیة فی التشریع الإسلامی لا سیما فی قضیة الجهاد فی سبیل الله و السعی لإقرار حاکمیة الشریعة الإسلامیة المقدسة فی حیاة الإنسان الاجتماعیة زمن الغیبة الکبری للإمام المنتظر عجل الله تعالی فرجه الشریف.
الفهم الخاطیء للأحادیث: إن العامل النفسی الذی وراء تکریس النزعة الفردیة فی العقلیة الفقهیة کما أثر فی غربة المتأثرین به عن السیرة النبویة المطهرة و القرآن الکریم فی مجال المسؤولیة الاجتماعیة فإنه أثر أیضا فی إیجاد فهم خاطیء لما ورد من أحادیث عن أئمة الهدی الطاهرین فی هذا الصدد ففهمت أحادیث التقیة و أمثالها علی أنها تعبر عن إعلان الأئمة الأطهار لمعارضتهم و عدم قبولهم لأی داع من دواعی التحرک الإسلامی لتحقیق حاکمیة الشریعة الإسلامیة المقدسة قبل ظهور الإمام المهدی(ع)."