ملخص الجهاز:
"فمجلس الاعیان اعظم المظاهر غمطا لحقوق العرب:امعنوا النظر أیها السادة،تجدوا اننا معشر العرب العثمانیین نبلغ ثلاثة عشر ملیونا،أی أکثر من نصف اهل المملکة،و لیس لنا سوی خمسة اعضاء فی ذلک المجلس،فنحن نطلب تمثیلنا فیه علی استحقاق،حفظا لکرامتنا و منزلتنا السیاسیة،و لأمر آخر أشد ارتباطا بحقوق الجماعات:و ذلک ان حق الجماعات قائم علی قاعدة «لا قانون قبل تمثیل»،فما دام هذا المجلس قسما من القوة التشریعیة،و ما دام عددنا لا یمثلنا فیه،فاننا نعذر فی نظر علماء الحقوق،إذا اعتقدنا ان کل قانون لا یوضح بمشارکة ابناء العرب یکون غیر مستوفی الشروط من حیث الحق و العدل.
و علیه فاننا نعتبر بعد الیوم ان وزارة تؤلف علی هذه الصورة غیر مستوفیة الارکان فی نظر حق الجماعات أو حق الشعوب،لأنها لا تمثل الا قسما من الأمة.
ان من قواعد الحکومات الحدیثة ان تکون بین الأمة و الوزارة وحدة مطلقة،فلا تنتهی دائرة الوزارة الا فی دائرة الامة،کما ان دائرة الامة ینبغی ان تحیط باطراف ائرة الوزارة، و ای یوم تنهار فیه هذه القاعدة فالوزارة یومئذ غیر شرعیة،و لعل رجال الاستانة یقولون:اننا سنسمح لکم بمرکز او مرکزین فی الوزارة،اما نحن فرواد حق و یقین،و لنا حق الاشتراک فی الحکم بکل معانیه،و هذا انما یتم بأن یکون لنا من المراکز الوزاریة علی نسبة مکانتنا فی هذه الدولة.
أما نحن فلا نعتبر العربی إلا إذا اعرقت فیه الشرط الثلاثة،لأننا رأینا من هذه الأمة من تضمهم آصرة اللغة و لحمة النسب،فلا یعملون الا لمرافق قوم غیر قومهم،کثیر ما هم بین المأمورین،فهم فی نظر علماء الاجتماع براء من هذه الجامعة،و قد سمعنا کثیرا من الساسة یتبجحون بالنزعة العربیة،دون ان تجمعهم صلة نسب أو لغة."