ملخص الجهاز:
"1-البناء الاجتماعی لـ«مجتمع القبیلة» لئن قام البناء الاجتماعی ما قبل الدولة و الذی سمیناه«قبیلة المجتمع»،علی تراتبیة اجتماعیة غیر مستقرة بفعل تغیر مواقع هذه التراتبیة-کما أبان عن ذلک التحلیل السابق-فإن التحول الذی عرفه هذا المجتمع أدی إلی تفکک هذا البناء و قیام بناء جدید له خصوصیته الاجتماعیة،تمثل فی احتفاء التراتبیة الاجتماعیة القائمة علی امتلاک سلطة الاختصاصات التی سبقت الإشارة إلیها؛بمعنی أن السلم الاجتماعی المتکون من فئات علیا صاحبة السلطة السیاسیة(حسان)أو صاحبة السلطة الثقافیة(الزوایا)و من فئات دنیا صاحبة الإنتاج(أزناقة) أو ممثلة للید العاملة(أصحاب الحرف،لحراطین)؛هذه التراتبیة قد اختفت و إن استمرت علی مستوی التکوین الاجتماعی فی شکل تصنیفات اجتماعیة و نسبیة.
و یمکن أن نقف علی هذا البناء الطبقی الهجینی من خلال رصد البناء الاجتماعی لما یمکن أن نسمیه مع شیء من التحفظ،طبقات اجتماعیة،أو لنسمه تجاوزا«تجمع زمر الحضر»31 علی نحو ما رأینا فی مجتمع ما قبل الدولة،مع اختلاف ما بین الاثنین لعل أهمهما:تحضر و استقرار هذه الزمر فی مراکز حضریة،و تغیر المواقع فی هذا التجمع،إذ إن المواقع فیه،هذه المرة لا تقوم علی امتلاک السلطة السیاسیة و احتکارها لفئة معینة(حسان)،أو علی امتلاک السلطة الثقافیة و تداولها داخل دوائر معینة(الزوایا)،و إنما علی امتلاک المال باعتباره المحدد (27)نشیر هنا إلی البحث الذی قام به زمیلنا:محمد الأمین ولد أحظانا،«البنیة الاجتماعیة فی روایة«القبر المجهول»:أو الأصول،»تحت إشراف أحمد ولد الحسن(المدرسة العلیا للأساتذة،انواکشوط،1986-1987).
و یمکن أن نقف علی ملامح هذا التکوین من خلال مظهرین أساسیین طبعا هذا التکوین و جعلا منه تکوینا متأزما: -أما المظهر الأول:فهو افتقار هذه الطبقات أو الفئات(أو الزمر)الاجتماعیة إلی التناغم الفئوی و الطبقی،و هو ما أدی إلی تکوین بنیة اجتماعیة متخلخلة غیر مستقرة البناء،الأمر الذی «ساهم علی مر الأیام فی خلق طبقات تلعب دورها فی انبناء أو انهدام المجتمع»36،مما کان له الأثر السییء فی بناء الدولة و عرقلة عملیة التنمیة فیها."