ملخص الجهاز:
"یحدد المؤلف أهدافه،منذ البدایة،من إعداد هذا الکتاب الذی أمضی فی إعداده خمس سنوات من البحث و الدراسة،فیقول إن الهدف الأول و المحوری هو محاولة الإجابة عن هذه التساؤلات الحیویة من خلال قراءة تحلیلیة نقدیة جدیدة شاملة، تسعی للکشف عن مواطن القوة و الضعف فی واقعنا العربی و من خلال الإمکانات و الکفاءات البشریة و الأبحاث الزراعیة،و من حیث السیاسات الاستثماریة و الاقتصادیة و الاجتماعیة،تمهیدا لاستخلاص الدروس، و رسم الملامح الأساسیة لاستراتیجیا تنمویة زراعیة عربیة ملائمة.
و یقول الباحث(ص 487):«الخطوة الأولی فی طریق بناء القوة الذاتیة العربیة تتجسد فی تحقیق (إنتاج)أکبر قدر من الاکتفاء الغذائی الذاتی، طالما کان ذلک ممکنا،و نزعم أنه ممکن،فیما لو تم وضع و تنفیذ استراتیجیا عربیة زراعیة ملائمة،ترکز علی المحاور الرئیسیة التالیة: -محور الإنتاج اعتمادا علی الموارد و الإمکانات المحلیة بصورة أساسیة فی مواجهة الاستیراد و القروض و المعونات الغذائیة الخارجیة.
و المسألة المحوریة فیها،کما یراها المؤلف-و هو علی حق-هی مسألة من یتولی اتخاذ القرارات الحاسمة للمجتمع و من یخطط له؟و لمصلحة من تتخذ تلک القرارات؟هل المجتمع هو الذی یتخذ قراراته بنفسه،و وفقا لحساباته و مصالح أبنائه؟أم أن ثمة قوی خارجیة(مباشرة أو غیر مباشرة)لها تأثیرها فی ذلک؟ و یری المؤلف أن التنسیق و التعاون و التکامل العربی لا تقتصر علی کونها مطلبا قومیا،و إنما بالقدر نفسه،هی مطلب تنموی و مستقبلی یشکل الإطار اللازم لتحقیق تنمیة عربیة مستقلة تعتمد علی النفس بصورة أساسیة،و قادرة من حیث المبدأ علی الاستمرار و الازدهار،و علی المجابهة عند الضرورة،ذلک أن التجارب الماضیة،تثبت الیوم،و کل یوم،أن«الحجم القطری» و«القوة القطریة المنفردة و المنعزلة عن محیطها العربی»هی أصغر و أضعف من أن تواجه التحدیات حالیا،و بخاصة مستقبلا."