ملخص الجهاز:
"و جریمة الحرابة:إن اقتصرت علی السرقة فهی اعتداء علی نظام الملکیة الفردیة،و إن صحبها القتل فهی أیضا اعتداء علی حیاة الأفراد المکونین للجماعة،و إن اقتصرت علی ترویع المجنی علیهم فهی اعتداء علی أمن الجماعة،و الاعتداء علی حیاة الأشخاص و أمنهم هو اعتداء علی النظام الاجتماعی و علی نظام الحکم،لأن کل جماعةملرمة بحمایة حیاة الأفرادو توفیر الأمن لهم،لأن ذلک ضروری لبقاء الجماعة،فإذا لم تتوفر هذه الحمایة فمعنی ذلک تفکک الجماعة و انحلالها لأن الأساس الأول لبقاء الجماعة و هو حمایة أفرادها منعدم،و لا یحمی الأفراد و یمنع الاعتداء علی حیاتهم و أمنهم إلا تقریر العقوبة الرادعة علی هذا الاعتداء.
و قد اتجهت الشریعة فی جرائم الحدود إلی حمایة الجماعة من الجریمة،و أهملت شأن المجرم إهمالا؟؟؟،فشددت العقوبة و جعلتها عقوبة مقدرة،و لم تجعل للقاضی أو لولی الأمر سلطانا علی العقوبة،و علة التشدید أن هذه الجرائم من الخطورة بمکان،و أن التساهل فیها یؤدی حتما إلی نحلل الأخلاق و فساد المجتمع و اضطراب نظامه و ازدیاد الجرائم،و هی نتائج ما ابتلیت بها إلا تفرق شملها و اختل نظامها و ذهب ریحها،فالتشدد هنا قصد به الإبقاء علی الأخلاق و حفظ الأمن و النظام،أو بتعبیر آخر قصد به مصلحة الجماعة،فلا عجب أن تهمل مصلحة الفرد فی سبیل صالح الجماعة،بل العجب أن لا تضحی مصلحة الفرد فی هذا السبیل.
(2)عقوبة البغی:تعاقب الشریعة علی البغی بالقتل،و الأصل فی ذلک قوله تعالی فی سورة الحجرات:«و إن طائفتان من المؤمنین اقتتلوا فأصلحوا بینهما،فإن بغت إحداهما علی الأخری فقاتلوا التی تبغی حتی تفیء إلی أمر الله»و قول الرسول صلی الله علیه و سلم:«من أعطی إماما صفقة یده و؟؟؟فؤاده فلیطعه ما استطاع،فإن جاء آخر ینازعه فاضربوا عنق الآخر»و قوله: (ستکون هنات و هنات ألا و من خرج علی أمتی و هم جمیع فاضربوا بالسیف عنقه کائنا من کان)."