شیء من الذوق - مجلة الازهر مقالة

"نحن لا نحسد هؤلاء علی ما آتاهم الله من فضله،و نؤمن عن یقین بقسمة الله‌ تعالی فی الأرزاق،و أنه یمنع من یشاء و یرزق من یشاء بغیر حساب؛و لا نطمع‌ و لا نرضی لغیرنا أن یطمع فی أموالهم بغیر طواعیة من أهلها،و بالوسائل التی‌ یتوسل بها غیرنا فی بلاد أخری،و لکنا نذکرهم بحق الله فی أموالهم،و بحق‌ الفقیر و البائس و المحروم فی غناهم،و لا نطالبهم باسم الدین،فالدین أبعد ما یکون‌ عن خواطرهم،و لکنا نطالبهم باسم الوطن الذی و هب لهم هذه الأموال و هذه‌ الخیرات؛و باسم الفلاحین و العمال الذین یعملون لهم فی مزارعهم و مصانعهم‌ و متاجرهم،تلفح وجوههم حرارة الصیف،و یقلص أطرافهم زمهریر الشتاء، یواصلون اللیل بالنهار فلا یصلون الی الکفاف. نطالبهم أن یکونوا لأوطانهم کبعض الأجانب الذین قدروا للوطن قدره و عرفوا له حقه،فلبوا نداء الوطن و داعی الذوق و المجاملة،و بذلوا فی مواطن البر منه‌ بعض ما وهب لهم من خیر،و سجلت لهم فی صحائف المجد و الذکر آیات الحمد و التقدیر."