ملخص الجهاز:
"(1)صحیح البخاری کان ظهور الإسلام نقطة التحول فی عالم الإنسان و تاریخه و کانت تتزعمه دولتان جبارتان فارسیة شرقیة و رومانیة غربیة و کانتا تطحنان الناس طحنا تحت عجلات مظالمها فی کثیر من أطراف العالم فالدماء مسفوکة،و الأموال منهوبة،و الحقوق مسلوبة،و الناس عبید لرغبة حکامهم الطائشین الظالمین،امتد نفوذ الرومان و الفرس الی أکثر نواحی المعمورة و اقتسموا العالم فی آسیا و افریقیا و أوروبا،و کان الشرق الأقصی حیث الصین و الهند علی درجة کبیرة من التخلف و شیوع العقائد الفاسدة،و کان الیهود قد حرفوا التوراة و الدیانة الموسویة الصحیحة و حاربو المسیح حربا لا هوادة فیها و تبعهم فی هذا التحلل و التحریف النصاری حیث حرفوا الانجیل و حرفوا العقیدة الصحیحة عقیدة التوحید الخالص،و حولوها الی عقیدة التثلثیث التی ما أنزل الله بها من سلطان و لم تکن الجزیرة العربیة قبل ظهور الاسلام الا واحدة من النواحی التی أخذ الفساد بخناقها فی العقائد و الأخلاق و العادات و السلوک و الخرافات و الأوهام.
شیوعیة شرقیة ترید احتواءهم و غربیة یهودیة ترید ابتلاعهم،لا یکاد خلو سقع من أسقاع العالم فی سائر بلاده و قارات الا و فیه مسلمون حتی بلغوا الیوم ألف ملیون مسلم،نحو ربع العالم لکنه رغم ذلک غثاء کغثاء السیل یستضعفون و یعتدی علیهم و لا یملکون حولا >کان ظهور الإسلام نقطة التحول و لا قوة علی نحو ما حذرهم منه نبی الاسلام صلی الله علیه و سلم یوم قال لأصحابه: «یوشک أن تداعی علیکم الأمم من کل أفق کما تداعی الأکلة علی قصعتها،قال:قلنا یا رسول الله أمن قلة بنا یومئذ،قال:أنتم یومئذ کثیر،و لکن تکونون غثاء کغثاء السیل تنتزع المهابة من قلوب عدوکم،و یجعل فی قلوبکم الوهن،قال:قلنا و ما الوهن؟قال: حب الحیاة و کراهیة الموت1»."