ملخص الجهاز:
"ان المؤلف هنا یدعو فی صراحة الی التخلی عن العقائد و القیم الروحیة و الأخلاقیات التی تشکل وجدان الأمة العربیة کل ذلک فی نظره من أجل اللحاق بکرب العلم و التکنولوجیا، لأن القوی العظمی فی عالم الیوم لم تبن قوتها علی ایمان و عقائد روحیة،و لأنه لا معنی حقیقی للأخلاق فی ظروف التخلف القاتل الذی تعیشه الدول النامیة.
و اذا کانت الاکتشافات العلمیة التی ینتجها للأستاذ رشدی محمد ابراهیم النشاط العقلی هی محور القضیة التی تدور فیها الرحی فان نقلها من أمة الی أخری لا یجب أن یکون علی حساب القیم و الأخلاق الممیزة للأمة،یقول لوبون:«تنتقل الاکتشافات العقلیة بسهولة من أمة الی أخری،و أما آثار الخلق فلا تتعدی أمتها لأنها العناصر الأساسیة الثابتة التی یتمیز بها المزاج العقلی فی کل أمة راقیة»5.
یقول جستاف لوبون: «و اذا أمعنا النظر فی أسباب سقوط جمیع الأمم التی یذکرها التاریخ بلا استثناء لا فرق فی ذلک بین الرومان أو العجم أو غیر هؤلاء و هؤلاء وجدنا أن العامل القوی فی انحلالها تغیر طرأ علی مزاجها العقلی ترجع علته الی انحطاط الخلق،و لست أعلم أن دولة واحدة سقطت لانحطاط الذکاء فی قومها، (2)-الخطر الیهودی بروتوکولات حکماء صهیون ص 152 (3)-سر تطور الأمم ص 35 (4)-المصدر السابق ص 33 (5)-المصدر السابق ص 34 العرب فطریقة انحلال المدنیات واحدة»6.
و لا یعفی المؤلف من المسئولیة قوله بعد ذلک:«لکن الحقیقة و الموضوعیة تقضیان بألا نضع کل اللوم علی أکتاف الامام الغزالی و المؤسسة التی یمثلها،اذ أن انتصاره علی ابن رشد جسد فی حد ذاته حقیقة أن الحضارة العربیة بکاملها أخذت تمیل نحو الغروب المبکر نتیجة التفکک الداخلی،و الحروب الأهلیة،و تغلغل العنصر غیر العربی الی المراکز الحساسة فی الدولة قبل أن تأتی الحروب الصلیبیة و هجمات التتر و المغول»9."